شهر آذار من أشهر السنة المقدسة عند قدماء العراق، من سومريين وبابليين وغيرهم، في هذا الشهر تبدأ الأرض بلبس حلتها الجديدة حيث تغطي الخضرة سطحها، فهو شهر الربيع وتجدد الطبيعة والحياة، وتشير الاساطير السومرية، في شهر آذار أنبثق أله الخصب الذكوري وأتحد مع عشتار آلهة الخصب الأنثوي من اجل ألخصب والنباتات التي تغطي الأرض. إذن هذا الشهر مقدس عند الشعوب منذ القدم وتقيم فيه الأحتفالات والأعياد المدنية والدينية تحت مسميات مختلفة.
يحتفل المندائيون في العراق والعالم في هذا الشهر المقدس في كل سنة من ١٤ آذار إلى ٢٠ منه، تحت الاسم الديني –البرونايا، عيد الخمسة ايام البيضاء ويسمى – البنجه — أيضا.

الا اننا قررنا في هذه السنة تأجيل الاحتفالات الدينية والشعبية تضامنا مع أبناء شعبنا المنتفضين في ثورة اكتوبر المجيدة والذي يخوضون معارك الشرف ضد الطغمة الفاسدة الحاكمة، وسوف نعيد احتفالاتنا في يوم النصر القريب.


ويعتقد المندائيون أنها ايام مضيئة لأنها تمثل فجر الحياة الجديد وخلالها تفتح بوابات النور السماوية ويصبح الاتصال بين الأرض –تيبل- وبين عالم النور السماوي سالكا ومضيئا.
وتقام الطقوس الدينية خلال هذه الأيام الخمسة في الليل والنهار، لأن أيامها كلها نهار، واحتفالية التعميد في الماء الجاري لغسل الذنوب وانبثاق حياة جديده، كما تقام الوجبات الطقسية –أللوفاني- على أرواح الموتى، وتعطى الصدقات الى المحتاجين فيها.، ويعتقد المندائيون إذا حدثت وفاة في هذه ألايا فأن نفس المتوفي بعد خروجها من الجسد تنطلق مباشرة الى عالم النور دون حساب او عوائق، واجتماعيا تحل المحبة وتناسي جميع الخلافات ويتم الصلح بين المتخاصمين.
وفي هذه المناسبة الدينية المقدسة نتقدم بالتهاني الى جميع عوائلنا الندائية، والى ابناء شعبنا العراقي بكافة أديانه وطوائفه وقومياته وقواه السياسية التقدمية والوطنية، متمنين بناء عراق ديمقراطي حقيقي، بعيدا عن نظام المحاصصة الطائفي المقيت، ترفرف عليه رايات السعادة والحرية والعدالة الاجتماعية، وتندحر الى الأبد الأفكار الإرهابية لجميع فصائل الإرهاب، ويتحقق النصر النهائي، لثوارنا الأبطال الذين يخوضون المعارك السلمية في ساحات الاعتصام، لإقامة العراق الجديد، فتحية لكم والنصر قريب.