* ــ هكذا يقولون ــ                 

أصبحت ساحات التظاهر في البلاد أوكاراً للعملاء وملاذاً للسفهاء وخياما لممارسة الرذلية من شرب الخمور وتعاطي المخدرات وصولاً إلى الممارسات الدنيئة واللاأخلاقيَّة التي تقوم بها مجاميع من الزعاطيط والسفلة والبَطّالة والمتسولين والمتمردين إجتماعياً والذين يمارسون الشذوذ الجنسي والأعمال اللاأخلاقيَّة من كلا الجنسين.

* ــ وهكذا يفترون ــ               

إن المتظاهرين يمثلون العناصر العميلة والمندسة وبقايا البعثيين والمخربين والمتطرفين الذين يتآمرون وبتوجيهات خارجية على النظام السياسي المنتخب ديمقراطياً وعلى المكاسب الثورية التي تحققت في ظِلِّه.

* وإنَّ هدفنا،

نحن حكومة العراق وقادته الميامين وقواه الأمنية وأصحاب الشأن فيه،

تطهير جموع المتظاهرين من المندسن والمخربين والعابثين ضد مؤسسات الدولة والأملاك العامة.

* هدفنا هو حماية المتظاهرين والدفاع عنهم وإحترام مطاليبهم وبذل كل الجهود وإتخاذ كافة الإجراءات لتنفيذ هذه المطاليب المشروعة.

ــ بهذه الشعارات المزيفة وبهذا السيل من الكذب والدجل والنفاق وبهكذا توجيهات مسمومة يتم تسخير الماكنة الإعلاميَّة للدولة التي تسيطر عليها أحزاب الرذيلة والفساد والقتل بأموال السحت الحرام، وتسخير جيش من المتسولين وتوفير ماكنة واسعة من وسائل الإعلام المختلفة من المحطات التلفزيونية والإذاعات والصحف والمجلات وصولاً إلى وسائل الإتصالات الحديثة للقيام بهذه المهمام القذرة، مثل الإنتقاص من المتظاهرين وتشويه سمعتهم والنيل من كرامتهم والحط من أخلاقهم والتقليل من أهمية مطاليبهم وهم في جلهم من شبيبة وشباب العراق، من طلبة الجامعات والأساتذة ومن القوى العاملة ونقاباتها الحرة ومن القوى المتنورة الأخرى بإختلاف مواقعها الإجتماعية.

ــ تحت هذه الذرائع والأكاذيب والإدعاءات الخسِّيسَة يؤلبون كلابهم المسعورة لتقتل وبدم بارد شباب الوطن وإشاعة الفتن. يحرقون الخيام ويوجهون الرصاص الحي والإصابات المميته إلى رؤوس الأبطال وصدورهم، يمزقون أجسادهم بالسكاكين والهراوات ويحاولون بائسين تصفية أحلامهم، أحلام الوطن والمواطنين.

ــ إنَّ المئات من الشهداء الأبرار وعشرات الآلاف من المعوقين والجرحى الذين قدمتهم قوافل المتظاهرين في سبيل الحرية والإنعتاق من براثن الأحزاب والميليشيات المتسلطة على شؤون البلاد والعباد والعابثة بأمنه وثرواته ومقدراته ما حصلت إلا بسبب الخوف والهلع الذي ينتاب القوى الظلاميَّة الذين صاروا يتحسسون إهتزاز مواقعهم وإنهيار إمتيازاتهم و تقليص نفوذهم بفعل صمود الأحرار لذلك إِنْقَضّوا على المتظاهرين بهذه الشراسة الوقحة.

ــ لا ندري كيف يقدم نفسه على مذبح الحرية والشهادة في سبيل الخلاص من هذا الضيم وهذا الإجرام المسلط على المواطنين من ينتمي إلى هذه الصفوة المقدامة من الطلائع التي تصفها الحكومة وأعلامها وممثليها وأحزابها السافلة بهذه الأوصاف المخزية.

ــ ولا ندري هل أن الحشود الكبيرة التي تجوب ساحات وشوارع العراق في محافظاته ومدنه المختلفة والدعم الواسع والمنقطع النظير الذي تقدمه مختلف بنات وأبناء الوطن للمتظاهرين ولهذه التظاهرات وللمطاليب المشروعة لها وكذا الدعم المعلن والمستمر من قبل المرجعية الدينيَّة ومنظمات حقوق الإنسان والمنظمات والهيئات الدولية قد فقدوا جميعهم البصيرة وإنحرفوا عن الطريق الذي رسمته حكومتنا الحكيمة وأحزاب الفساد والفشل والمذلة التي أتت بها.

ــ من أجل هذا كله تلتقي كل القوى *** ا ل خ ي رة *** في عراقنا الجريح من الميليشيات المنفلته والخارجة عن القانون إلى العناصر الأمنيَّة التي تتحرك ليس بموجب أوامر من قياداتها ومراجعها العسكرية الرسميَّة وإنما بأوامر مشددة من أحزاب الدين السياسيَّة التي تَعْتَبر هؤلاء الأفراد وحتى هذه المؤسسات ملكا لها، فهي من صنعتها وموَّلتها وسلَّحتها، ومن حقها أن تتصرف بها وتوكل لها مهام الدفاع عن مصالحها وفي مقدمتها حماية مواقعها التي إغتصبتها في مؤسسات الدولة والتستر على فسادها وعلى أعمال السلب والنهب التي تقوم بها وأن تدعمها وتتفانى من أجلها للإمساك بمراكز القرار وتُسَيِّير شؤون البلاد والعباد كما تشاء.

ــ أحزاب الفساد الماسكة بمخالبها بكافة أجهزة الدولة بمساعدة الميليشيات التي بنتها والدعم الخارجي الذي يُقَدم إليها هي اليوم متهالكة وقد أدارت ظهورها نهائياً إلى الشعب بعد إن إنكشفت كل أساليبها الملتوية من الخداع والنفاق والتعكز على الدين والمظلوميَّة، فقد كشفت عن وجوهها القبيحة وأقنعتها المزيفة وهي ماضية في غيها ومستميتة في الدفاع عن مغانمها ومصرة على إستخدام كل السبل والوسائل المشروعة وغير المشروعة من أجل الإمساك بما هي عليه وهي تلجأ الآن إلى إستخدام أذرعها المميته من ميليشيات الموت مستخدمة الرصاص الحي والسلاح الأبيض والهراوات لتمارس عمليات إنتقاميَّة مكشوفة وفي وضح النهار ضد أي شخص وأية جهة وتحت مرأى ومسمع القوّات الإمنية وحتى بتستر وحماية هذه الأجهزة التي أصبحت فاقدة الإرادة والسلطة والمسؤلية بعد إن سَلَّمت أمرها لهذه الميليشيات وخضعت لسطوتها.

لا يمكن ولا يجوز الإعتماد على هذه الأحزاب الفاشلة بكل أطيافها وذيولها من الميليشيات وعصابات الجريمة المنظمة ومن يقف ورائهم ولا يجوز منحهم الثقة مجدداً كما لا يجوز أن تعلق عليهم أية آمالاً بالإصلاح أو التغيير. يجب أن يوضع حداً لهذه السفالات والتجاوزات على حقوق المواطنين وسيادة الوطن.  وبالمقابل يجب تقديم كل العون والمساعدة للمتظاهرين لكي يتمكنوا من الإستمرار في مشروعهم النبيل حتى تحقيق مطاليبهم المشروعة وفي مقدمتها إزاحة هذه الزمر عن المشهد السياسي وعدم الرضوخ إلى أساليب التدوير والتسويف والمماطلات التي يسلكها الفاسدون بلا حياء أو خجل.

تباً للفاسدين والفاسقين والقتلة، والنصر كل النصر للمتظاهرين الأبطال ولثورتهم الجبارة.

عرض مقالات: