إنهم وباء خطير !.. بقاؤهم يعني الموت والخراب والدمار والتهجير والتمييز بين مكونات شعبنا !...

هذا الذي قدموه لشعبنا وساروا عليه ورسخوه بنهجهم المدمر، وفلسفتهم وسياساتهم التي اتبعوها في إدارة الدولة !..

وجسدوا ذلك في سنوات حكمهم من 2006 م وحتى الساعة، وانتهجوا بناء ( مفاهيم وقيم الدولة الدينية السلفية المتخلفة والمعادية للديمقراطية وللمرأة ولدولة المواطنة ) .

وهم وقد برروا ذلك للناس بأنهم ضد حق الحياة وإنسانية الحياة وتحضرها وتقدمها ، من خلال سلوكهم العنصري الممزق للنسيج المجتمعي العراقي .

هذه السياسة الهوجاء هي من أوصلنا لما نحن فيه اليوم، ويسعون جاهدين في الإبقاء على هذه السياسة والنهج ، ومتشبثين بالسلطة بالرغم من كل هذا التدهور في مختلف مناحي الحياة .

ولا أعتقد بأن استمرار الأوضاع على حالها ، من دون اشتداد الرفض المجتمعي والوقوف بوجه الطغاة ، ولن يبقى الشعب والجماهير الفقيرة المحرومة ، تتحمل هذا القهر واستمرار مسلسل العنف والموت والخراب  ولابد أن تخرج الملايين عن صمتها .

لا أظن بأن هذا الظلم والحيف سيستمر شعبنا بتحمله دون أن يعلن عن رفضهم لهؤلاء الفاسدين ، استمرار هذه الطغمة الفاسدة يعني استمرار الأزمات وتعددها وتجددها .

وشعبنا لا يصبر على ضيم ولا يقبل بأن تستمر هذه الزمرة الباغية على استعباده وسرقته وظلمه واستباحة الكرامة وسفك الدماء ، ولا يقبل لأن يبقى العراق رهينة بيد اللصوص الذين يدينون بالولاء لما وراء الحدود ، ويبقى البلد من دون أمن وخدمات ودون زراعة وصناعة ، ويأكل من وراء الحدود .

بلد فيه نهران خالدان وعدد من الروافد ولا يوجد ماء صالح للشرب ، ودون كهرباء وطرق ومساكن وصحة وتعليم ، والبطالة هي من تتحدث ويستمر الجوع والبؤس والحرمان ، والمهجرين والنازحين والمشردون مازالوا في المخيمات وفي العراء والخيام ؟..

على هذه الطبقات المسحوقة من الجياع والمحرومين إن أرادت الخلاص من هذه الشراذم الوسخة والعابثة بأمنكم وببلدكم ، الذين سلموا مقدرات البلد وشعبه الى دول الجوار وللأجنبي بالضد من إرادتكم وبالضد من مصالح العراق العليا، فما عليكم إلا أن بكنسهم والتخلص من شرورهم ولا تنتخبوهم ثانيتا !..

 انتخبوا الأصلح والكفوء النزيه الوطني المهني الغيور على وطنه وشعبه، من الذين لم تتلوث أيديهم بالمال الحرام ، ولم يساهموا بتسليم نصف مساحة العراق للقوى الإرهابية ، التي ارتكبت أبشع الجرائم بحق العراقيين والعراقيات ، ونحر وسبي ألاف الضحايا وأضعاف المصابين والمهجرين !..

انتخبوا من يسعى لإعادة بناء دولة المواطنة ، التي تحترم شعبها وتقيم العدل والمساواة بين الجميع ، وتسعى لتحقيق الأمن وسيادة القانون ، وتوزيع الثروة بشكل عادل ، ومحاربة الفساد والفاسدين والقصاص منهم ، وإعادة ما نهبوه من المال العام الى خزينة الدولة ، والبدء بمشروع طموح، وفق منظور علمي ووطني ، عبر برنامج يلبي مصالح الشعب ، وإعادة بناء الاقتصاد بكل فروعه ومفاصله ، والعمل على إعادة بناء مؤسسة أمنية وعسكرية وطنية ، بعيد عن الصراع السياسي وتأثيراته ، وتحقيق استقلالية هذه المؤسسة الحيوية والوطنية ، والتي يجب أن تكون مستقلة استقلال كامل عن السياسة والسياسيين ، وتمثل الطيف العراقي شكلا وتنظيما ، تتمتع بعقيدة عسكرية وعلمية وتكون بحق مؤسسة وطنية تدافع عن الشعب والوطن ، وحامية وداعمة للدولة الوطنية الديمقراطية العلمانية الاتحادية ، وحصر السلاح في إطارها وبيدها دون غيرها .

يا أبناء وبنات شعبنا النجباء .. تنبهوا واستفيقوا من سباتكم وانهضوا لتمارسوا دوركم وتنتزعوا حقكم الطبيعي ، وهو حق وواجب عليكم لرسم معالم النظام السياسي الجديد ، باختيار من يمثلكم في مجلس النواب القادم من الأكفاء من القوى الديمقراطية والمدنية ، والوطنيين والمستقلين والعلمانيين .

هؤلاء وغيرهم من النزيهين المخلصين ، صفوة مجتمعنا وأخيارهم ، ويعول العراق وشعبه عليهم في عملية التغيير المرتقب ، فلا تتخلفوا في دعمهم والتصويت لهم وإسنادهم والوقوف معهم في إعادة بناء دولة المواطنة ، الساعين المخلصين والصادقين لتحقيق أمالكم وطموحاتكم وتطلعاتكم في الحياة الرخية السعيدة ، وينتشلوكم من واقعكم المرير .