وجدنا استعداداً عالياً للتضحية في سبيل الوطن لدى شبيبة الانتفاضة ورموزها، لذا نقول لجماهيرنا: لا خوف على الانتفاضة لان ابطالها يعون المسؤولية ويتحملون كل شيء من اجل الوطن.
وقد تسنى لي خلال تجوالي في ساحة التحرير وتوابعها ان اجد عدة ملتقيات تمجد الشهداء وفيها صورهم وبعض حاجياتهم ولوازمهم، إضافة الى بعض الملابس التي كانوا يرتدونها عند استشهادهم. كما تسنى لي اللقاء ببعض الشباب وهم يشرفون على هذه الفعالية وماذا يقصدون بها، وكان لقائي الأول مع الثائر رسول عبد الحسن الذي قال: انه اعتزاز بالشهداء من ابطال الانتفاضة وحتى نستذكرهم ولا ننساهم.
فكرت بهذه الخطوة التي بدأت تتوسع خاصة بعد ان عثرنا في جيوب الشهداء على أوراق او دفاتر مذكرات، وقد وجدنا في جيب الدكتور عباس مثلاً ورقة كتب فيها: "ان الحياة حلوة لكن الاستشهاد في سبيل الوطن احلى".
قلنا لرسول: هذا يعني ان المشاركين في الانتفاضة لديهم وعي متقدم وثاروا لانهم شعروا بالظلم والإحباط. قال: هذا صحيح، لان الفقر وحده لا يسبب الثورة وانما يجب ان يرافقه وعي عالي وهذا ما حصل بعد السنوات الست عشرة التي عانينا فيها من الظلم والفاقة والحاجة، فكانت انتفاضة تشرين درساً وطنياً كبيراً.
قلنا لرسول: ماذا يضم هذا المعرض؟ قال: أولا اطلقنا عليه تسمية "معرض شهداء ثورة أكتوبر" اعتزازاً بالشهداء وتضحياتهم لانهم رمز الثورة ومجدها. وأضاف ان المعرض يضم مجموعة من مقتنيات الشهداء التي حصلنا عليها مثل كليته وخوذة ويشماغ كان يرتديه وقميص وصدرية طبية وملابس صبغ الأرصفة وصدرية رسم.
اتجهنا الى جسر الجمهورية والتقينا بالثائر ثامر جبار طارش وسألناه عن المعرض فقال: انه معرض لكل الشهداء ولكننا لم نحصل الا على بعض صور شهدائنا وبعض حاجياتهم مثل دروع (تصنيع) لمقاومة الدخانيات وبعض الملابس البسيطة التي جلبتها العوائل. وهذا المعرض يضم صور الشهداء من بغداد وكربلاء والنجف والبصرة. وأضاف انهم اعدوا الرصيف لاستقبال الكثير من زائري جسر الجمهورية وهم يستذكرون الشهداء ويقرأون سورة الفاتحة تكريماً لهم.
اما الثائر سيد مصطفى الموسوي فقد اقام معرضه في بداية جسر الجمهورية وقد اختار الطيور رمزاً لانها وحسب رأيه رمز السلام وتبشر بالخير وأكد اننا في انتظار الغد السعيد ليعم السلام الوطن.
ما حكاية سجاد؟
طلب مني رسول عبد الحسن صاحب فكرة المعرض قائلا: هذه الحلقة الفضية كان يلبسها الشهيد سجاد خريج كلية الهندسة وقد اختار حبيبته واتفقا على الزواج. الا ان عائلتها لم توافق على الزواج حتى يحصل هو على عمل ويكون له راتب يمكّنه من ان يعيل زوجته. لكن سجاد لم يتمكن من ذلك واختار طريق الانتفاضة وساهم فيها بقوة، واستشهد يوم 26/ 10، ولم يحقق امنيته بالزواج. وقد وجدتُ شقيقه يستذكر اخاه ويُقَبل حلقة زواجه الذي لم يتم، وقد اهداها لنا لكي تكون من مقتنيات معرض الشهداء.
وماذا عن مستقبل المعرض؟
يقول سجاد: احبذ فكرة ان تخصص قاعة في مكان بارز وان نحتفظ بكل ما نحصل عليه من مقتنيات الشهداء، لتبقى ذكرى عزيزة على كل الجماهير.