وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34) / سورة الإسراء .

عندما يصبح الوطن وشعبه أسيرا بيد أراذل الناس وعبيده ، يمسي كل شيء لا قيمة له !...

الضمير .. الكرامة .. الشرف .. النزاهة .. العفة .. النخوة .. الإنسانية .. الأخلاق .. القيم .. الأمانة .. الصدق !!..

هذه وغيرها من القيم التي يتباها بها الناس.. أو لنقل أغلبية الناس !..

ليحل محلها الرديء المتدني !..

تباع القيم النبيلة بثمن بخس !..

ولا تعدوا كونها قاعدة في أي مجتمع ينسجم مع حركة الحياة وقوانينها وسبلها الناظمة للسلوك الإنساني ، لتعميق التعايش والانسجام بين الناس ، بمختلف ألوانهم وأعراقهم وأديانهم ونمط تفكيرهم وفلسفتهم .

نتيجة لظروف طارئة واستثنائية فرضت على المجتمع ، ولتأثيرات فكرية وسياسية واقتصادية واجتماعية ، داخلية وخارجية ، ونتيجة تلك العوامل وما أفرزته من تراكمات ، وما خلفته من أثار ، وعلل وأمراض كثيرة ، التي زلزلت المجتمع وأربكت حركته ، فأحدثت تصدعات في بنيته ونسيجه ، واختلت الموازين الحاكمة لحركته !..

نجد انتهاكا صارخا للقيم النبيلة ، وتغييبا للحق والعدل والمساواة والإنصاف !..

يسود الباطل على الحق ، والتمييز بين الناس ، وتغييب للعدالة والضمير والتعايش والتعاون والمحبة بين الناس .

السمة الغالبة اليوم في مجتمعنا !...

غياب الأمن والقانون وشيوع الكراهية والتفكك المجتمعي والاسري ، والتمييز الطائفي والعرقي والسياسي ، هذا النظام الذي يمارس الظلم والاضطهاد والجشع والفساد والقمع ، فينتج الفقر والجهل والمرض والبطالة.

ثقافة تخريب العقول والنفوس الذي تمارسها الطغمة الفاسدة ، بفرض ثقافة ماتت منذ قرون ويراد إحيائها اليوم .

دأب الفاسدون على فرض ثقافة الطائفية السياسية والعرقية ، والتفرقة والتمييز بين الناس ، هذه الأحزاب المتخلفة والمعادية للديمقراطية وللحقوق والحريات وللمرأة وحقوقها التي يجب أن تصان وتحترم في ظل النظام الديمقراطي .

نتيجة هذه السياسة المعادية للوطنية والمواطنة وللوطن ، بدل الولاء للوطن ، تم تكريس ثقافة الولاء للمذهب وللطائفة وللمنطقة وللعشيرة وللحزب ، وللقائد الضرورة ولرجل الدين وللشيخ المعمم ، الذي تحول الى كهنوت بوجوب طاعته وعدم مخالفته وعصيان أمره ، كونه ( وكيل الله على أرضه ووصي على عباده ) !!..

هذه وغيرها يلمسها المتتبع بكل تفاصيلها في المجتمع اليوم !.. ومن أمد غير قصير، فأضحت كابوس مرعبا تقض مضاجع الطبقات المسحوقة البائسة، فتحملت وزر نهج وسياسة هؤلاء الفاسدين اللصوص ، جهلة العصر في عراق اليوم !..

تجربة السنوات العجاف قاسية ومؤلمة ، فرضت ثقافة ظلامية متحجرة ومتخلفة تتقاطع مع حركة الحياة ، ونحن في القرن الحادي والعشرين ، يريدون أن نعيش ثقافة القرن السادس الميلادي .

فرضت علينا فرضا ، والويل لمن يخالفهم أو يختلف معهم ومع فلسفتهم ونمط تفكيرهم ورؤيتهم وما يؤمنون به !..

فهناك تغييب للرأي ولحرية التعبير يمارسه الإسلام السياسي ، بفرض رؤيتهم وما يقولوه ويصرحون به ، وكأن رؤيتهم دستور منزل لا يجوز التعرض إليه !..

مجتمعنا وليس فقط الشريحة المثقفة والواعية ، بات يدرك حجم الظلم المسلط على رقاب السواد الأعظم من الناس ، من فئة وشرذمة ونفر قليل ، التي جاءت بهم الصدف ، والمحتل الأمريكي والتدخل الإقليمي ، والظروف التي خلقتها وساهمت في صنعها قوى طفيلية خرجت من رحم النظام المقبور ومن داخل المجتمع .

كما بينا بأنهم جاءوا بمساعدة من خارج الحدود ، فأصبح الشعب والوطن أسيرين لظلم هؤلاء الرعاع وسياسي الغفلة .

فأُخضع العراق وشعبه للإرادة الإقليمية والدولية، وعلى حساب دم ودموع وبؤس الشعب وشقائه، فاستبيح العراق وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه .

يدفع الشعب فاتورة فساد الحاكمين وتبعيتهم للأجنبي ، وقدم شعبنا تضحيات جسام بالنفس والنفيس .

تضاعف ألم وحرمان وبؤس الشعب أضعافا مضاعفة ، نتيجة حماقة الفئة الباغية التي جثمت على الشعب ، وجعلوه يتضور جوعا ويعيش في بؤس وفقر وفاقة وجهل ومرض .

والملايين مشردين ونازحين في العراء بعد تمكين داعش من احتلال ثلث مساحة العراق في 10/6/2014 م .

لابد لنا أن نعرج على الانتخابات في 12/5/2018 م !...

الجميع يدرك ما شاب الانتخابات من تزوير ، وبشكل فاضح وسافر ومكشوف !.. والقاصي والداني عَلِمَ بقرار المحكمة الاتحادية ، القاضي بتجميد عمل المفوضية ( المستقلة للانتخابات ! ) كونها متواطئة مع حيتان الفساد ، وما شاب اقتراع الخارج من تزوير وكذلك حرق الصناديق وتعطيل أجهزة العد والفرز والتي هي بالأساس مشكوك في سلامتها ، ويؤكد ذلك ما جاء على لسان رئيس مجلس الوزراء السابق الدكتور حيدر العبادي !..

ليس ذلك ببعيد عن شبهات الفساد ، عندما تم إعادة عمل المفوضية ، بقرار من مجلس النواب ، بمنحها صك العبور والبراءة من كل ما شاب الانتخابات من مثالب وجرائم وأعمال غش وتزوير ، بخلاف القانون ، والتي أثرت بشكل كبير على نتائج الانتخابات والذي أفرز مجلس نواب مشكوك في النتائج التي منحت العضوية لأعضائه !..

ما يجري اليوم من صراع على السلطة ، كنتيجة منطقية لما شاب الانتخابات من تزوير وخرق للقانون ، فأثر سلبا على النتائج وحصول الكثير من الفاسدين على أصوات هي ليست من استحقاقهم .

ونحن نعلم بقانون انتخابات منحاز وغير عادل ومفصل على مقاس الحرس القديم الجديد، الذي فرض من قبل أغلبية حيتان الفساد المهيمنة على مجلس النواب ، المتحكمين بمصائر الناس منذ عام 2006 م وحتى الساعة .

الانتخابات مضا على اجرائها ما يقرب ثمانية أشهر وما زال تشكيل الحكومة في علم الغيب !..

ونشهد عبر الفضائيات صراع محموم وكأنه صراع ( ثيران ! ) .. ولكن لم يكن سببا الصراع ذلك !.. من أجل الملايين التي تتضور جوعا ، بل من أجل مصالح الفاسدين وما يجنون من وراء ذلك من مغانم ، وليس للبحث عن وسائل إعادة بناء دولة المواطنة الموعود بها شعبنا قبل الانتخابات ، على أمل إجراء عملية الإصلاح الشامل ، ومعالجة المشاكل المستعصية منذ سنوات ، من خدمات وبطالة التي وصلت أرقام خرافية ، وتعكس واقعا مقلقا وصادما وخطير .

أما الوضع الاقتصادي في البلد فهو في أسوأ مراحله ، فالاقتصاد متوقف في مختلف فروعه الصناعي والزراعي والخدمي والسياحي ، وغياب البرامج الاقتصادية الطموحة للخروج من الاقتصاد ريعي. 

أُمْ المشاكل المعوقة لإعادة بناء دولة المواطنة ، غياب الأمن والعدل والقانون والمساواة بين الناس أمام القانون ومنذ سنوات .

هذا يعكس حقيقة غياب الدولة ، كونها الضامنة الوحيدة لحياة الإنسان ، وصون كرامته وحماية حقوقه وأمنه ، وهي الضامنة لحاضر ومستقبل ورخاء الإنسان العراقي ، والمسؤولة أمام الشعب ، عرفا وقانونا ، بالقيام على خدمته وتوفير كل متطلبات عيشه الكريم .

القيمون على مصائر الناس ، لليوم لا يعترفون ولا يقرون بفشلهم في أدائهم وإدارتهم لشؤون العراق ، وما ألت اليها الأمور على أيديهم ، ولم يعترفوا بأنهم السبب المباشر بتعاسة وبؤس وشقاء الناس ، ولا يقرون بأنهم المتسبب الرئيس في تغييب الدولة وإفقار الشعب !..

منذ سنوات يعملون على تأسيس إمارات ومقاطعات  وبروج عاجية لهم ولحاشيتهم ولم يكن في ذهنهم بناء دولة ، بل بالضد من الدولة المؤسساتية ، وأضحو اليوم يهيمنون على مقدرات البلاد والعباد بتسخير كل إمكانات البلاد لصالحهم.

الجميع يعلم بأنهم مجاميع من اللصوص والسراق والفاسدين والعملاء ، وارتكبوا أبشع الجرائم بحق شعبنا وبحق المدن العراقية ، المسؤولين عن كل هذا الخراب والدمار والموت والتهجير ونزوح الملايين ، الذي حدث بسببهم وبحماقاتهم وجهلهم ، بعد تسلمهم السلطة بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 م !..

بالرغم من ذلك فما زالوا متمسكين وبعناد وإصرار بالسلطة ، مستخدمين كل امكاناتهم المالية التي سرقوها من خزينة البلاد جهارا نهارا ،لتضليل الناس عبر ماكنتهم الإعلامية ومحطاتهم الفضائية ، التي تم تأسيسها بدعم سافر ومكشوف من أسيادهم من خارج الحدود ، ومن الأموال التي سرقوها من المال العام ، وأُسلوب ترهيب الناس وتهديدهم ووعيدهم لكل من يخالفهم الرأي ، بمجاميعهم المسلحة الخارجة عن القانون والمخالفة للدستور [ الميليشيات الطائفية التي أغلبها تعمل بشكل شرعي !.. تحت عباءة الحشد الشعبي ] .

مع كل هذه الفضائح وهذا الفساد ، لم تشهد الساحة العراقية ولا مؤسسات الدولة المعنية أي عملية حقيقية للكشف عن الفاسدين واسترجاع الأموال التي سرقوها ، والتي تقدر بأكثر من 300 ثلاثمائة مليار دولار أمريكي ، وغياب المحاسبة والمسائلة نتيجة غياب الدولة .

استمرار هيمنتهم على البرلمان الذي أنتجته انتخابات أيار 2018 م ، وكما يعلم الجميع بأنه صنيعة فسادهم وافسادهم للهيكل الهرمي للدولة ومؤسساتها ، و السرقات التي تمت ومستمرة على قدم وساق .

استمرار هذا البرلمان والحكومة التي سيخرج من رحمه ، لا تعدوا كونها استمرارا لفسادهم ونهجهم ، ونهجهم بشراء الذمم وسياسة الترغيب والترهيب والتزوير ، وغياب المسائلة وغياب قانون من أين لك هذا والهيئات المتخصصة والمستقلة لمكافحة الفساد ؟..

كل شيء في عراق اليوم في خدمة الفاسدين والمتطفلين على السياسة ومنذ سنوات ، فقد سخروا مؤسسات ( الدولة ! ) المختلفة لنهبهم ولصوصيتهم ، وتطويع الدستور والقانون وكل شيء لإرادتهم !.. وأصبحوا فوق الدستور والقانون والدولة !!....

الناس لا تسأل عن دولة التكنوقراط !.. وعن حكومة المستقلين والمهنيين والوطنيين وأصحابي الخبرة والكفاءة ، التي وعدت بها الحكومة ، التي ما زالت لم تولد بعد ولم يخرج الدخان الأبيض من القصر الجمهوري !..

السواد الأعظم من المواطنين فاقدي الثقة بهؤلاء الفاسدين ، فهم نتاج لإعادة إنتاج للفاسدين وللحرس القديم ، الذي حول العراق الى خرائب تنعق فيها الغربان ، ونتج عن تلك عزوف الأغلبية الساحقة من الناس عن الانتخابات التي جرت قبل ما يقرب على العام نتيجة فقدان الأمل في التغيير على أيدي هؤلاء .

التظاهرات المستمرة لليوم ومنذ سنوات ، والاحتجاجات وما تعرضت إليه هذه الملايين من قتل وقمع واعتقال وتعذيب، لهو شاهد على كل الذي جرى وما زال يجري لليوم ، وغياب أي بصيص أمل على حصول تغير في سلوك الحاكمين .

لم تلتفت الحكومات المتعاقبة على كل تلك المناشدات والمطالب المشروعة في إحداث التغيير المنشود .

سؤال للحرس القديم ، للذين أصبحوا خدم وسماسرة لأسيادهم خارج الحدود ؟!..

تعتقدون بأن لعبتكم المفضوحة والمكشوفة والبائسة ، ومحاولاتكم الضغط على القضاء والسلطة القضائية ، لينحاز لإرادتكم وسعيكم لإصدار قرار محكمة القضاء الإداري لصالح مشروعكم ، بإلغاء قرار رئيس مجلس الوزراء السابق، بإقالة مستشار الأـمن الوطني ورئاسة الحشد الشعبي وإعادته الى وظيفته ؟!..

هل تعتقدون بقدرتكم على تطويع القضاء ، باستصدار قرار لصالحكم ة، ليكون لكم طوق نجاة ، وتخرجون من الباب وتعودون الى أماكنكم من الشباك !.. كل شيء ممكن في عراق اليوم ؟..

هل هي مكافئة ؟.. أم عملية ترضية بممانعة سائرون تعويضه عن وزارة الداخلية ، وترضية لمن تدينون بالولاء لهم ، هذه الدول التي تبذل كل ما لديها من تأثير ، ليصار الى شغل وزير داخلية العراق من قبل من هو محسوب عليهم ، كونه موقع سيادي يتوجب أن تكون لهم يد في ذلك ؟...

أم ما لم نأخذه عن طريق لوي الأذرع !.. يمكننا أخذه ( بالقانون !؟ ) مثلما حصل في قرار محكمة القضاء الإداري ؟ ..

أتوجه للسيد رئيس مجلس الوزراء ، الذي جيء به كعراب ( للمتوافقين على المحاصصة وتوزيع المغانم ! ) وللعملية السياسية وترضية لبعض الدول !..

ولا أدري إن كانت لدينا في عراق اليوم ( عملية سياسية ! ) ؟..

نسأل السيد الرئيس !... ما رأيك بكل الذي جرى ويجري ؟..

وهل تعلم بأن مصداقيتك اليوم أصبحت في الميزان ؟..

وهل جئت تمثل إرادة الشعب وتدافع عن حقوقه وعن مظلوميته !.. أم ماذا ؟..

وهل أنت تسير بحق وبضمير نحو الكشف عن الفاسدين ، الذين تعرفهم كما تعرف نفسك ، وهم أقرب اليك بأمتار .. ولا نقول أقرب اليك من حبل الوريد !؟؟...

أين حكومة التكنوقراط والمستقلين والأكفاء والمهنيين الذين كانت سمة من سمات مشروعك ( الإصلاحي الانفجاري ! ) أين أضحت يا سيادة الرئيس ؟..

أين الذين تمت دعوتهم عبر موقعك الالكتروني لتلحقهم بكابينة حكومتك ووزرائك ؟..

لم نسمع حتى بواحد من هؤلاء ، لماذا وأين تبخروا ؟..

أين المصداقية في ذلك يا سيادة الرئيس وأنت السياسي ( المخضرم والمجرب من 2003 م وحتى اليوم ؟.. ) ...

هل طاروا وحلقوا في ملكوت ربك ، الذي تعبده ليل نهار ، في تهجدك وقيامك وصيامك ، وما توزعه من صدقات وهبات وتبرعات سخية تزيد على المليون دولار حسب ما ذكرته أنتَ دون سواك وعبر شاشات التلفاز ، جزاك الله عن هؤلاء خيرا !؟..

أنت أعرف مني ومن الأخرين يا سيادة الرئيس ، بأن الإمام الجائر والظالم والمفتري الكذاب ، الذي يخالف شرعة الله وسنة نبيه والأئمة الأطهار ، فهو في الدرك الأسفل من النار ، وجميع وعاظ السلاطين من ( رجال الدين يعرفون ذلك ! ) !..

هل سألت نفسك سيدي الكريم يوما ، عن هؤلاء الذين يدًعون التدين ، ويطلق عليهم مجازا !.. رجال دين وفقهاء وعلماء ، ويضعون العمة على رؤوسهم ، وأنت تعلم بأن هذه هي عمامة رسول الله ، ولها قدسية ووقار ، وتسري عليها أحكام الشريعة وأحكام الكتاب والسنة !..

من المفترض بأنهم أول من يخاف الله ورسوله والكتاب ، ويحسب كل حركة وسكنة وكل شاردة وواردة ، وأول من يخاف الله في السر والعلانية !..

العمامة والتدين ليست مهنة للارتزاق وللكسب الحرام ، وليست يافطة أو باج أو وشم يستخدمونه للعبور عند الحواجز والممرات والممنوعات ونقاط السيطرة والتفتيش ، وواسطة للارتزاق والتجارة والكسب الحرام .

لم يكن رجل الدين يوما ، إلا داعية ومجاهد متصوف متعفف زاهد وصادق أمين ، هكذا كانوا أو هكذا يجب أن يكون رجل الدين ، ليحافظ على إرث دينهم الحنيف ، وبهم يسمو الدين وتعلو سمعته وشأنه ، لتتوافق مع قيم وأخلاق وأمانة وصدق هذا الدين ، وهكذا يجب أن يكون الرجل الرشيد ، فكيف إذا كان هذا عالم دين وداعية مرشد وفقيه !.. هل سألت نفسك يوما يا رئيسنا !؟؟..

لماذا استشرى الفساد والإفساد في كل مرافق الدولة والمجتمع ، وأنت تعلم علم اليقين بأن من يقوم على إدارة النظام والمتنفذين ، هم قوى الإسلام السياسي ورجال الدين والمؤسسة الدينية !.. هل سألت لماذا يا إمام الأمة ؟..

هل تعتقد سيدي الكريم بأن الشعب ممكن أن يكون هو الفاسد والسارق والمبدد لثروة البلاد ولثروة الحاكمين الزاهدين الأتقياء ، الذين يتصفون بصفات الأنبياء والصالحين ؟...

أم من يحكمون الشعب ويتحكمون بمصيره ، هم من أشاع الفساد والرذيلة والجريمة وتجارة المخدرات والسلاح وتجارة البشر وغير ذلك ؟..

لست أنا من يقول ذلك !.. حاشاي أن أفعل !..

الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمتصارعين على السلطة أنفسهم من يتحدث عن أكبر وأخطر عملية نهب وسرقة وتهريب أموال العراق عبر بيع العملة وتهريب النفط والمنافذ الحدودية وغيرها !..

ليس هذا فقط قواعد أحزابكم التي دعمتكم وانتخبتكم في بادئ الأمر وتبرت منكم ومن أفعالكم فيما بعد ، فقد جاءت بكم إلى الحكومة والبرلمان ، هؤلاء اليوم الذين يهتفون ويصرخون بوجوهكم [ باسم الدين باكونه الحرامية ! ] بعد ما اكتشفوا فسادكم وسرقاتكم وجرائمكم ، فهل هناك أبلغ من تلك الشهادة يا سيادة الرئيس ؟؟؟..

هل سمعت يا سيدي يا فخامة رئيس مجلس الوزراء المحترم !..

هل سمعت وعلى بركة الله بافتتاح صالات القمار ( الروليت .. والدنبلة !! ) وغيرهما من فواحش القمار ومصائبه وما يجلب للناس من ويلات ؟؟...

أضحت اليوم غير مستترة !.. بل يتداولها الإعلام ، ومنتشرة في أرقى فنادق بغداد ومحافظات أخرى وما خفي كان أعظم ، وخاصة الفنادق الراقية والخمس نجوم ، ويديرها والله أعلم ، تجار وأصحابي رؤوس الأموال أجانب ، من قبرص واليونان ودول أخرى وبمساهمة عراقيين ، وبحماية واشراف قوى سياسية متنفذة في الدولة وفي المسرح السياسي !..

هل سمعت بأن السلاح يباع وأمام الأشهاد ، واعطيك معلومة مجانية ومن دون ضرائب !..

من يمسكون عنده قطعة سلاح غير مرخصة فيأخذوه 4 إرهاب ؟..

ولكن لا يطبق على الجميع !..

فقط أولاد الملحة !!!.. ، وهل تعتقد بأن من يبيع السلاح وفي الأسواق العامة يبيعها دون غطاء وحماية من قبل المتنفذين ، حاله حال تجار المخدرات وبيوت الدعارة !..

ألم يحدث ذلك كله أو بعضه ، بحماية وعلم وموافقة جهات سياسية وحزبية مسلحة !..

هل تصلك أخبار كل الذي ذكرناه وما لم نذكره كان أعظم يا حامي الأرض والبشر والشجر والحجر والضرع والماء والحدود والسدود والقدود ؟!؟!..

هل أنت القائد العام للقوات المسلحة ، والمسؤول الأول عن أمن الناس وعن سلامتهم ، وعن حمايتهم وحماية أرواحهم وممتلكاتهم في كل محافظة ومدينة وقرية وريف ؟..

بالله عليك أجبني يا أيه القائد الهمام !..

متى يتوقف الاعتداء على المواطنين ، ومتى يتوقف القمع والقتل بحق المتظاهرين والمحتجين والمعتصمين ، متى تختفي المظاهر المسلحة والميليشيات والعصابات الخارجة عن القانون ؟..

والله أكون مدين لك بعرفان وجميل لو أبريت ذمتك وأجبتني على تساؤلاتي هذه ؟..

متى يجد المواطن نفسه في مأمن من الانتهاك لحرمته وكرامته ولحقوقه ولماله وعِرضه وعائلته ؟..

متى تتوقف مصادرة الحقوق والحريات وحرية الرأي والمعتقد وحرية الصحافة والإعلام والحصول على المعلومة ، ليشعر الإنسان بالأمن والأمان في بيته وفي عمله ، وفي الشارع وفي حله وترحاله ؟..

متى يكون هذا الكائن العجيب الذي كرمه الله ، متى يكون مطمأن على حياته وكرامته وعرضه دون انتهاك واعتداء ويكون للإنسان العراقي حرمة ، ويأمن على حياته وحياة عائلته وعلى حاضرهم ومستقبلهم ؟!..

متى يشعر العراقي والعراقية بأنهم يمتلكون إرادتهم وحياتهم محمية وفي مأمن وسلام من دون خوف ورعب وتهديد ، ومستقبله ومستقبل عائلته في مأمن وأمان ؟؟.. .

متى يكون العراق واحة خضراء ومياهها وافرة عذبة تغرد في فيافيه وعلى أشجاره وربوعه الجميلة الغناء البلابل ، وتزقزق في أفيائه العصافير ، بدل أن تنعق في قفاره الغربان وتسكن في جحوره الأفاعي ؟؟..

متى تخلع المرأة العراقية السواد الذي اتشحت به على امتداد خمسين عاما !...

ويعم الرخاء والنماء ويعم السلام والتأخي والعيش المشترك ؟..

متى تكون لدينا حكومة تمثل إرادة العراقيين والعراقيات ، وتنهض بمسؤولياتها الثقيلة ، وتعيد للعراق وجهه الحضاري العظيم ، وتبدء ببناء دولة المواطنة لا دولة مكونات أو إمارات حرب ودولة عميقة .

حكومة تسعد شعبها وتساهم بشكل حقيقي في إنتاج المعرفة الإنسانية وتعيد لبغداد مجدها وأمجادها كحاضرة الدنيا وشاغلة الناس وقبلة العلماء والأدباء والفقهاء والباحثين عن العلم والمعرفة !.. متى ؟..

الاَ أَيُّـهَـا الـلَّـيْـلُ الـطَّـوِيْــلُ ألاَ انْـجَـلِــي

بِـصُـبْـحٍ، وَمَــا الإصْـبَـاحُ مـنِـكَ بِأَمْثَلِ .