بعد سقوط الدكتاتورية التي ابتلى الشعب العراقي بجميع قواه الوطنية به وبأساليبه القمعية الفاشية التي وصلت الى درجة لا تطاق  مبتدعا اساليب  تفوق الانظمة النازية والفاشية، وما المقابر الجماعية التي ضمت خيرة ابناء شعبنا من المعارضين لنظامه الا وصمة عار لازمته وستبقى تلازمه على مر الزمن ، ولا يمكن ان تسقط بالتقادم ، وبقيت صورة المناضلين الوطنين والتقدميين المواجهين لهذا النظام مقدمين تضحيات كبيرة في مقدمتها  تقديم  شهداء روت دماؤهم طريق الحرية  ، ظلت  تشع  لتنير طريق الاجيال اللاحقة من اجل مواصلة طريق الحرية وكرامة الانسان وسعادته.

وحلً نظام المحاصصة الطائفي القومي بعده ، ليقف من خلال مسيرته التي تجاوزت الستة عشر عاماً على مسافة تقترب من حيث تجويع ابناء الشعب العراقي وزيادة معاناته  ،وخاصة عندما يوغل اليوم نظام المحاصصة باساليبه الوحشية  بقتل المنتفضين السلميين الذين يريدون وطنا حرا ،كامل السيادة والاستقلال والكرامة ، مستخدما كل ما لديه من اسلحة حتى الممنوعة ضد الشباب المنتفضين السلميين  ، طالقا العنان لمجاميع    امتهنت القتل والخطف والتغييب لنشطاء التظاهرات  والاحتجاجات في سوح الاعتصامات، و هؤلاء القتلة معروفين لدى المنتفضين السلميين ،  مهما اختفوا وراء   اسماء و تحت واجهات كالطرف الثالث او مجاميع مجهولة ، فهي بالنتيجة تحط من سمعة الجيش العراقي الذي تستخدم الحكومة بعض ضباطه هنا وهناك اكباش فداء ، وتجريد بعضهم من السلاح لفقدان الثقة بين بعض قيادات الجيش العراقي و المليشيات المدججة بالسلاح ظهير نظام المحاصصة وطبقته السياسية الموغلة بالفوضى، وبدل ان تقف سلطة الاحزاب الاسلامية وقفة مراجعة لهذا الخراب والدمار والفساد الذي حل بالوطن والشعب من جراء نهجهم المحاصصي الطائفي القومي، وايجاد حلول للخروج من النفق المظلم ، راحت السلطة وبرؤية فكرية مغلقة تقف ضد التغيير وبعناد العاجزين ، مصرة على الفشل والفساد الاداري والمالي،   وضد مطاليب الجماهير المشروعة التي اوصلها اصرار النظام وطبقته السياسية الى الانتفاضة السلمية الباسلة التي تهدف الى التغيير في بنية نظام الطبقة السياسية  ورحيلها مع كل ما تحمله من خراب ودمار فكري وسياسي .ليحل البديل الديمقراطي الذي يبني دولة المواطنة والذي يخرج منتفضي شعبنا  البواسل في اكتوبر مقدمين الدماء الزكية من الشباب في سوح النضال من اجل الوطن الذي سرقت هويته واصبح المواطن  فيه غريبا.

ان اعلان الطلاق  بين نظام المحاصصة وطبقته السياسية ومنتفضي شعبنا، المُعبر عن راي الشعب العراقي مصدر السلطات ، قد حسم ، و لا يمكن الرجوع عنه بعد ان عبدته الدماء الزكية من قبل المنتفضين السلميين الذين خرجوا  في جميع محافظات الوطن باستفتاء شعبي وطني لسحب  شرعية الحكومة  ، وطرح استقالة الحكومة والاتيان بحكومة جديدة مستقلة نزيهة بعيدة عن المحاصصة ، ومفوضية مستقلة عن تأثير احزاب الحكومة ، وقانون انتخابات جديد منصف وعادل ،وقانون احزاب جديد  ....

هذه المطاليب لمنتفضي الاول من تشرين في ساحات الاعتصام كانت دقيقة وواقعية وتنم عن وعي عالي ومسؤولية وطنية ، بعد ان وجدت ان الحكومة واحزابها سائرة في تعنتها واصرارها على الحفاظ على كراسيها، غير آبهة بتظاهرات منتفضي بواسل تشرين ودمائهم الزكية التي سفكت من قبل اجهزة السلطة الامنية ومن يلوذ متخفيا بصور متعددة كالطرف الثالث. 

وهذا يدلل بان الاحزاب الاسلامية لا تؤمن بالمراجعة لنهجها وما يحيط به من عقبات وازمات ، وهذا ما برهنت عليه خلال حكمها  لفترة الستة عشر عاما ، حيث نجدها تكرر الاخطاء والازمات لابل تراكم الازمات والفساد، ولم نجد  في قاموس حكومة الاحزاب الاسلامية  تقبلا للنقد والمراجعة، وما الرصاص الحي الذي تستخدمه الحكومة هو جوابها على مطالب المنتفضين السلميين المنتقدين لفسادها ونهجها ، وهذا ان دل على شيء انما يدل على انعدام الثقة وتقاطع بين الحكومة والمنتفضين السلميين البواسل.

ان سلمية المنتفضين بدأت الجماهير الشعبية بها وستستمر حتى تحقيق مطالبها المشروعة والجذرية في بعدها الوطني ، ولن يثنيها عن اهدافها مهما استخدمت حكومة المحاصصة من اساليب قمعية وحشية يرافقها التمادي في اساليب الخطف والترهيب والتغييب والتعذيب وكتم الافواه بكاتم الصوت ، فشمس الحرية للتغيير  ستدخل الوطن والنصر سيكون حليف المنتفضين السلميين البواسل ، لتحقيق دولة المواطنة دولة العدالة الاجتماعية والمساواة دون تمييز.

عرض مقالات: