الادارة الامريكية ومن خلال سياستها( الفوضى الخلاقة) التي طبقتها بعد احتلالها للعراق سهلت للأحزاب الاسلامية وكتلها المتحاصصة  مهمة وصولها للحكم  ، لتنتهج نظام  المحاصصة الطائفية  القومية ، لتذهب بالوطن والشعب الى هذه الفوضى و المآسي والازمات والتجويع ، و الادارة الامريكية ومن خلال صراعها مع  النظام الايراني تتخذ من العراق ساحة لتصفية حسابتهما ، محاولة عبر تصريحات مسؤولين بالإدارة الامريكية اختزال   الصراع الطبقي الحاد بين كادحي شعبنا ومثقفيه وسائر فئاته المهمشة وبين طبقة سياسية استولت على موارد البلد وسخرتها لمصالحها واعوانها لتترك البلد خرابا من جميع النواحي وتدخله في نفق مظلم بعد زرعها للطائفية السياسية عنوانا لسلطتها ونهجها الذي كرسته خلال الستة عشر سنة .اختزال الصراع  بأشخاص يمثلون جزء من منظومة متكاملة لطبقة سياسية ،يمثل رحيل نظامها مطلبا اساسيا للمنتفضين كمقدمة لمطاليب الانتفاضة التشرينية التي تعني التغيير الجذري للحكومة ونظامها ، الذي افقد شرعيته الشعب العراقي من خلال ساحات الاعتصام والتظاهر التي تتلمذ الشباب الواعي المنتفض في مدرستها العظيمة ، ليكون بهذا العنفوان والصلابة والارادة التي لا تلين ولا تتراجع عن اهدافها امام قمع السلطة وعنفها المفرط ، بل اعطى دروسا بليغة بالشجاعة والتصدي السلمي بشهادة العالم اجمع ، خرج الشعب بانتفاضته السلمية الباسلة بشعار (نريد وطن )  وطن خالي من الفساد ، يعيش فيه المواطن حرا وذو كرامة، وطن مستقل كامل السيادة ، وطن تقام فيه الدولة المدنية الديمقراطية التي تحقق العدالة الاجتماعية والمساواة.

ان اختزال هذا الصراع المتصاعد بين شعب منتفض و طبقة سياسية فاسدة مأزومة، بأشخاص قراءة ليست واقعية للصراع الدائر، فقد تجاوز المنتفضون السلميون من خلال اهدافهم المعلنة المؤكدة على التغيير الجذري لنظام المحاصصة والطبقة السياسية واحزابها المسؤولة عن الخراب والفساد والدمار الذي حل بالوطن والشعب، هذه النظرة القاصرة للإدارة الامريكية في تفسيرها للصراع وبعيدة عن الحقيقة. فشعبنا العراقي بقواه الوطنية ومنتفضيه الشجعان يعي جيدا محاولات الاجندات الخارجية والاقليمية للتشويش على انتفاضة شعب تجاوز مرحلة التمرين.

ان المطلوب اليوم من المنتفضين  السلميين الابطال الذين قطعوا اشواطا مهمة من مسيرتهم السلمية النضالية بعد ان عبدوا طريق الانتفاضة بدماء زكية لشهداء ابطال ،  ان يقوموا اليوم  بفلترة بعض الشعارات التي تقوم برفعها جهات تتخذ طابع التعميم بوعي ودون وعي، لتسقطها على جميع الاحزاب دون  فرز احزاب سلطة المحاصصة ، وتلك  التي وقفت وتقف مع قضايا الشعب العراقي ، وقدمت في هذا الطريق المشرف الشهداء البواسل، ولا تزال تفتخر بتقديمها للشهداء في انتفاضة شعبنا التشرينية السلمية  ،وهذا يدعو منتفضي شعبنا البواسل ان يفوتوا فرص اعداء الشعب بعزل القوى الوطنية الديمقراطية المخلصة التي تفتخر بتاريخها النضالي وتحديها للدكتاتوريات والفساد عن المساهمة في شرف النضال مع التظاهرات الشعبية في الساحات  التي لم  تغادرها الاحزاب  الوطنية  والديمقراطية  والتقدمية، بل كانت مع قضايا شعبهم الوطنية  دائما منذ عام 2011 – 2015 واليوم في انتفاضة تشرين المجيدة ، فهي تخفي في طياتها  مرامي مقصودة هدفها عزل الانتفاضة عن مناصريها الحقيقين ، ومنتفضي شعبنا بهذا الوعي المتجذر قادرين على افشال مخططات قوى الردة اعداء الانتفاضة التشرينية الباسلة والديمقراطية التي تهيا المناخات الصحية للأحزاب الوطنية والديمقراطية السد المنيع لمنتفضي شعبنا العراقي السائرين بثبات لبناء دولة المواطنة.

عرض مقالات: