عندما أرادوا قتل محمد نبي المسلمين قبل الهجرة الى المدينة !.. اتفقت قريش بأن تشترك جميع القبائل بعملية القتل هذه ، حتى يضيع دمه بين القبائل ولا يتمكن بني هاشم من مواجهة قريش ويطلبون القصاص من القتلة !..

هؤلاء الذين ارتكبوا مجزرة ساحة الخلاني وجسر السنك ، وراح ضحيتها أكثر من ثلاثين شهيد وأكثر من مائة مصاب وجريح والكثير منهم حالتهم حرجة !...
ظنامنهم بفعلتهم هذه سيدفعون المعتصمين من مغادرة ساحة التحرير والعودة الى بيوتهم خائبين !..

لكنهم خسئوا وستندحر نواياهم الشريرة المجرمة ، وهم أشبه بأصحاب الفيل الذين اجتمعوا لهدم الكعبة بقيادة ( إبرهة الحبشي ) وقبل أن يظهر محمد والتبشير برسالته !..

أو حين اتفقت قريش في ليل على قتل نبي الإسلام ، عشية هجرته وأصحابه الى يثرب بعد أن تنكشف مكيدة قريش ، ولم يتمكنوا من تنفيذ فعلتهم الخبيثة !...

بالأمس اجتمع جبناء العصر والزمان ، من رعاديد أشباه الرجال ، وهم يستأسدون على معتصمين سلميين لا يحملون في جعبتهم حتى سكين صغير ، ولا حجارة ولا سيف ولا بندقية أو رشاش خفيف أو متوسط ، هاجموهم بكل حقد وخسة ونذالة وجبن ووضاعة !..

على أمل اقتحام وهدم كعبة الثوار وعرين الرجال ومصنع الأبطال ، ساحة التحرير ، وتشتيت شملهم وفظ جمعهم المبارك !...

لكنهم خسئوا وخاب ظنهم ، ونسوا بأن كعبة التحرير لها شعب يحميها ، وصناديد يفدوها ويذودوا عن حياضها بدمائهم وأرواحهم وبكل شيء غال ونفيس .

هؤلاء الذين استرخصوا دماءهم وأرواحهم ، المتسمرين في الساحات منذ أكثر من شهرين ، تصدوا لهؤلاء الجبناء بصدورهم العارية كما هو ديدنهم خلال الشهرين الماضيين ، قدموا أرواحهم الطاهرة قرابين على مذبح الحرية والانعتاق ، وسعيهم الحثيث من أجل الخلاص من أسوء وأبشع وأنذل قطيع من البهائم البشرية ، عرفهم شعبنا على امتداد تأريخ العراق الحدث.

ولا يسعنا إلا أن نرفع الأصوات عالية مستنكرة ومستهجنة ، لهذه الجريمة النكراء ، وبحقد وغل وكراهية غير مسبوقة ، لم يألفها المجتمع الإنساني !..

نناشد كل قوى التحرر والسلام والتقدم ، المدافعين عن الحقوق والحريات والديمقراطية والتعايش ، وحق الإنسان بالحياة الرغيدة الأمنة من دون خوف ورعب وموت .

نناشد الجميع بالوقوف مع شعبنا الذي يذبح يوميا ، بالعمل على إيقاف حمامات الدم التي تتكرر كل يوم وليلة ، وسبقت مجزرة ليلة أمس في بغداد ، ومجازر ارتكبت فيها و بنفس الساحة ، وفي الأول من أكتوبر الماضي وبدم بارد ، وما تلاها في الأيام التي أعقبتها !...

لم يتوقف النظام عن جرائمه هذه ، باستمرار تلك المجازر في 25 تشرين الأول والأيام اللاحقة، وما حدث من مجازر في ذيقار والنجف وكربلاء وميسان والبصرة والمثنى وبابل ، كان مروعا ، راح ضحيتها المئات بين شهيد وجريح ومصاب .

هذه وغيرها شواهد على بربرية وهمجية وسادية هذا النظام الإرهابي الدكتاتوري الظلامي المتخلف القاتل ، وما ترتكبه ميليشياته الإرهابية المجرمة والخارجة عن القانون على امتداد سنوات حكم الإسلام السياسي وأحزابه الفاسدة كان أعظم .

نكرر مطالبتنا للأمم المتحدة وممثلة الأمين العام للأمم المتحدة ولكل المنظمات المعنية بالحقوق والحريات ، بأن يكون لها موقفا حازما وواضحا من النظام وما يرتكب يوميا من جرائم القتل والخطف والاغتيال والاعتقال والترويع ، بحق المعتصمين والمحتجين والمتظاهرين السلميين العزل ، وإشعاره بأنه لم يكن مطلق اليدين ولن يكون ، وبأنه قد تخطى وتحدى وبإصرار وعناد أحمق ، كل الخطوط الحمر ، وأمعن كثيرا في القتل وسلب الكرامة وسلب الحق في الحياة من تلك البراعم الفتية من الشباب والفتيات .

بقاء المجتمع الدولي صامتا وعاجزا عن التصدي لهؤلاء البرابرة الأنجاس ، يعني بأن العراق يسير نحو جهنم !..

على المجتمع الدولي وأصحابي الكرامة والنبل والضمير ، من أصحابي العقول الرشيدة الحكيمة ، عليهم أن يدركوا هذه الحقيقة والوقوف مع شعبنا بكل قوة ، فإنه صاحب حق وقضية نبيلة ويرغب بالعيش كباقي شعوب الأرض .

لا تستمعوا الى ما يقوله النظام والطبالون له ، وسماسرته ومرتزقته ، من أكاذيب وافتراء  ودجل ورياء ، وما يبررونه لتنفيذ جرائمهم الشنيعة .

المجد كل المجد للشهداء الكرام والشفاء العاجل للجرحى ، والصبر والمواساة لعوائل الضحايا والشهداء والمصابين .

الموت والعار للقتلة المجرمين ، صانعي وباعثي الموت والخراب والدمار والحزن والسواد على أرض الرافدين وعاصمتهم الخالدة الحبيبة بغداد .

النصر حليف شعبنا وقواها الخيرة ، الساعين لقيام دولة المواطنة ، الدولة الديمقراطية العلمانية ، دولة العدل والرخاء والسلام والتعايش والمساواة وفي سبيل الغد السعيد .