لم نعتد نحن العراقيون على الحياة في الغربة والابتعاد عن الوطن الا جبرا واضطراراً كما حدث أيام سبعينيات القرن الماضي مثلاً يوم اضطربت الحياة السياسية وسادت الدكتاتورية، فكان الاختيار (اجبارياً) وعلى مضض.
لكن جميع من اختاروا المنفى ظلوا يحنون للوطن وأهله وحياتهم فيه وليالي السمر مع الاحباب والأصدقاء وتلك الحياة الاجتماعية التي ألفوها وعاشوها واعتادوا عليها.
واليوم وبعد ان انجلى ليل الطغاة واشرقت شمس الوطن واندحرت أيام الدكتاتورية والطغيان، فان البعض ممن حارب الدكتاتور وكان من دعاة التغيير (تقمص) شخصيته وسرق من الوجوه ابتسامة الانتصار وحلاوة النجاح وفرصة التغيير.
لكن الجيل الجديد من الشبيبة العراقية الطموحة والإرادة الوطنية الصادقة والشجاعة والبسالة كانت لها كلمة الفصل الأولى واختار أبناء العراق طريق (الثورة) ورفعوا شعاراتهم القريبة على قلوبهم وعراقيتهم (نريد وطن.. سلمية ..سلمية، لا للطائفية.. لا للمحاصصة.. لا للفساد.. نعم للتغير.. نريد دولة مدنية..). والعشرات من مثل هذه الشعارات.
وكان الوطن يموج بهذه الجماهير من أقصاه الى أقصاه وكانت المحافظات تدعم العاصمة بغداد، والعاصمة تشد ازر شقيقاتها من المدن والمحافظات، ومن تعذر عليه الالتحاق بركب المتظاهرين الثائرين قدم الدعم والاسناد المادي والمعنوي.
اما في المنافي وبلدان الغربة فقد قدم أبناء الوطن من العراقيين دعمهم المطلق واسنادهم الكبير رغم البعد والانشغالات والالتزامات، لكن أبناء العراق استذكروا وطنهم وعراقيتهم وايام مجدهم وتناخوا للوطن ومن اجله.
فالعراقيون في هولندا استدعى بعضهم البعض وطالب كل منهم بدعم الثورة وكانت مبادرة رائعة اقدم عليها البعض من العراقيين لدعم الانتفاضة واعتبار ذلك واجباً وطنياً مقدساً. وكان للمرأة دور رائع في هذه المهمة، فكانت ذلفاء شعلة من النشاط وردفان سيدة مجاهدة لهدف سامي، وكانت لزينب ونسرين الهماوندي أدوار في تحشيد النساء وحثهم على التبرع. وكان لهن ما أرادوا.
اما الرجال والشباب فكانت دعواتهم صريحة وواضحة بدعم الانتفاضة والتبرع للمنتفضين، وقد دعا الاحبة احمد الطائي ومحمد الهماوندي ودكتور عمار وعمر عقراوي لتأسيس منظمة دائمة تحمل اسم (عراقنا) لتقديم العون والمساعدة للثوار، واتخذت من احدى الورش مكانا لهذه المؤسسة، كذلك تبنت محامية من أصول عراقية انجاز المهمة دون ان تحملهم أي تكاليف. وفعلا تواصلوا مع احبتهم في العراق وقلوبهم معهم.

عرض مقالات: