حكم قرقوش

ضمن سياسة القمع الممنهج بدأ القضاء يسير هو الاخر خلف الحكومة، ويقرأ الأشياء بالمقلوب مثل السلحفاة في حكاية الأطفال حين وقعت على ظهرها. بالأمس قضت محكمة الجنائية المركزية في الرصافة مؤخرا بالحكم على مطلق العيارات النارية على المتظاهرين والقوات الأمنية مصطفى ماجد الصبيحاوي وهو شرطي في المرور، بالحبس ثلاث سنوات وفق المادة 431-1

 وهذه المادة بقفرتها الأولى تبين (يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على سبع سنوات او بالحبس كل من هدد آخر بارتكاب جناية ضد نفسه او ماله او ضد نفس او مال غيره أو بإسناد امور مخدشة بالشرف او افشائها وكان ذلك مصحوبا بطلب او بتكليف بأمر او الإمتناع عن فعل او مقصودا به ذلك).

 المستندات امام القاضي هو:

*ان الصبيحاوي لم يكن يهدد بل انه كان يمارس عملية القتل فهو يطلق النار على حشد كبير، فلابد انه  قتل وجرح العديد.

* انه استخدم سلاح الدولة في قضية لا تخصه، فهو شرطي مرور. وهذا يعني انه موجه من طرف مسؤول؟ من يكون؟ من المفروض عدالتنا الموقرة تكشفه!

القاضي تغاضى عن هذه الحقائق واخذته الرأفة بالقاتل المأجور وربما سيجري تهريبه كمكأفاة لخدماته.

  الوزير ضعيف الذاكرة أم كذاب؟

 الكذب هو العلامة الفارقة للمسؤول الحكومي العراقي. وبهذا أصبحت المعادلة لا كذب بدون مسؤول ولا مسؤول بدون كذب.  ومن هذه الأكاذيب الكثيرة قول وزير الدفاع نجاح الشمري ان وزارته لم تستورد الأسلحة المحرمة دوليا التي تضرب المنتفضين، وان طرفا ثالث استوردها واستخدمها ضدهم.

 الحقائق كشفت غير ذلك، ويحتج البعض ان الشمري يعاني من (ضعف الذاكرة) كما تقول السلطات السويدية التي يحمل جوازها. وهذا يعني انه بحاجة الى علاج.

فاذا كان يعرف نفسه غير مؤهل ولا يصلح للمنصب، لماذا رشح نفسه وزيرا للدفاع؟  واذا كان كذابا وهو الرأي الأرجح، فهو شريك ومسؤول ومنفذ عن ذبح المئات وجرح الاف مع غيره من الجلاوزة بدم بارد، ولن تنفع معه التبريرات، فالدم شاهد يصرخ على الارصفة !

  قرقوز جديد

كانت الألعاب والتمثيلات التي يقدمها (القرقوز) تثير فينا الضحك والمتعة، ولكن حين تأتي من الحكومة فهي تشبه رائحة مجاري المياه الثقيلة المتعفنة وتثير فينا الغثيان والقرف.

 وتصريحات (خالد المحنا) الناطق الرسمي باسم الداخلية

 هي من النوع الأخير، فالمحنا يريدنا ان نصدق ان ساحات التظاهرات تمر بانحسار، وان ارقام المتظاهرين هي قليلة

 تشبه (زوبعة في فنجان).

فالمحافظات كما يقول (المحنا او المحنة) يوم 21-11، لم تشهد سوى خروج 14 الف متظاهر فقط،، ومن ضمنها بغداد، أذ بلغ عددهم  فيها  2700 (كيف عدهم؟!)

 ويبدو ان هذا (القرقوز) اما ضعيف بالحساب او انه اعمى البصر والبصيرة.  لا اود ان أقول له ان عليه مشاهدة ما تنقله الفضائيات ومنها الفضائية الحكومية (العراقية) من صور الحشود الجبارة والواسعة في الساحات. بل أقول لهذا (القرقوز) انك أصبحت بضاعة غير صالحة للاستعمال ومكانك هو حاوية النفايات. وان رائحة كذب حكومتك وفسادها يزكم الأنوف، والدفاع عنها محاولة سمجة! 

 

 

 

 

 

 

عرض مقالات: