في المعجم كنت أبحث عن كلمة خردق أو الرش، تزامنا مع تصاعد الاحتجاجات والمظاهرات والانتفاضات في أكثر من بلد في العالم، ومنها بلدنا العراق الذي كانت المصيبة فيه أشنع عبر الاستخدام المفرط واللامبرر مطلقا، ليس للخردق والرش فحسب، بل للرصاص المطاطي والحي، وما أنزل الله به من رصاص وغازات ووسائل عنف وقتل...وعودة للقاموس والخردق فهو:
هو(( كرات صغيرة من مادة الرصاص تحشى بها طلقات (الرصاصة أو الخرطوشة) بنادق الصيد. ومفردها خردقة وأصل الكلمة من اللغة التركية. ويطلق اسم خردقة على بندقية صيد خفيفة مكتومة الصوت حيث لا تستعمل فيها المفرقعات. تطلق طلقة واحدة بضغط الهواء والطلقة عبارة عن خردقة صغيرة.))..
البوليس في دولة شيلي قرروا أخيرا التوقف عن استخدام كرات الخردق ضد المتظاهرين في سانتياجو وبقية المدن، والتي تسببت محتوياتها في إصابات شديدة في عيون أكثر من ٢٠٠ متظاهر...حسب ادعاءات البوليس الشيلي فأنهم كانوا قد استخدموا فقط الخردق المطاطي او الكرات المدورة المطاطية ضد المتظاهرين، لكن دراسة جامعية في شيلي كانت قد أثبتت أن هذه الرصاصات التي يدعون كونها مطاطية لا تحوي سوى ٢٠% من المطاط والبقية مواد أخرى منها الرصاص. وحسب تصريح لمدير الشرطة الشيلي ماريو روزا فأن تحقيقات أولية حول حقيقة هذا الرصاص المطاطي قد أثبتت وجود اختلافات في المحتويات المكونة، وعدم تطابق في المعلومات التي قدمتها الشركة التي باعت هذه الذخيرة...ومختصر القول فأن الشرطة التشيلية تريد تبرئة ذمتها وتحميل الجهات التي تعاقدت معها في شراء هذا الرصاص...يبدو أن حكايات العسكر تتشابه وأن اختلفت الأمكنة، وأقصد تصريحات أرفع مسؤول عسكري عراقي السيد وزير الدفاع أثناء تواجده في فرنسا، التي تحدثت عن أن الأصابات التي تعرض لها المتظاهرون كانت بفعل طلقات و رصاصات لم تكن ضمن ذخائر الجيش العراقي التي سبق له وتعاقدت على شرائها، أي أن جهات أخرى قد اشترتها واستقدمتها واستخدمتها،  وفحوى الحديث التبرؤ من المسؤولية كما فعل رئيس الشرطة الشيلي ماريو روزا....المصيبة تبقى واحدة واختلاف الحكايات لا يبعدها عن حقيقة دامغة وهي أن عنفا وقتلا قد أستخدم في شيلي وإيران والعراق، و بأنواع الرصاص المطاطي والخردق والصجم والحي، وأن شهداء وجرحى كانوا ضحايا ذلك..
......
الأربعاء ٢٠ تشرين الثاني ٢٠١٩
...
جزء من المعلومات من الإعلام السويدي ومن المعجم العربي...

عرض مقالات: