بدأت حكومتنا غير الموقرة بإنتاج أفلام (هندية) كوميدية بين فترة وأخرى، لتسوقها في صالات العرض المنتشرة في المنطقة الخضراء من برلمان، ومجلس وزراء، وقاعة المؤتمرات الصحفية، وينقل صداها الرديء للشعب المتظاهر.
ومن هذه الأفلام (بلاش عتاب) للمخرج عادل عبد المهدي، يعتمد هذا الفيلم على الاثارة، والجمع بين الوثائقية والتمثيل، في ازدياد حالات الاختطاف، ومنها اختطاف لواء ركن، والشرطة والجيش والمخابرات والامن عاجزة عن معرفة الجهة الخاطفة. ولم يوظف الفيلم (البطل) المخلص، بل أتجه للرجاء والدعاء والبكاء مع موسيقى حزينة كي تذرف دموع المشاهدين والمخرج أيضا، حسرة على هذا البلاء الذي أصاب الجميع.
كما قدمت الحكومة فيلم ( لاگلب ولا چلاوي) من اخراج وزير الدفاع (نجاح) الشمري.. وهي يتناول سيرة ذاتية للمخرج..
فمنذ استلامه للوزارة لم يعد يعرف اسمه نجاح، رسوب،
(اكمال)، وهل لقبه الشمري مازال هو ..هو ام حذفت منه الياء؟!
يبدأ الفيلم من مشهد الحيرة عند الناس من يطلق النار على المتظاهرين. وهنا يبدأ (البطل) بالقول انه يعتقد ان طرفا ثالثا من يطلق النار ولديه أسلحة لم تستوردها الحكومة. وتكاد الايادي ان ترفعه عاليا على تحليله العبقري!، لولا أسئلة خبيثة من بعض الجمهور: اذن من سمح لهم؟ وكيف دخلوا؟ وما هو دوركم؟
ولم يفد سباب الخلف عبد الكريم معهم، وبالكف عن هذه الأسئلة. الفيلم ينتهي بلقطة تظهر الوزير يبكي وهو يقول أنا حقا (بليه گلب ولا چلاوي) والخلف يربت على كتفه.
اما وزير الداخلية (إبن طاهر!) فقدم لنا فيلم (چذب مصفط أحسن من صدگ مخربط) يتناول مهرجا مغمورا كان يعمل لدى (الخليفة) ثم عينه عاملا في سلك العسس، وعندما اطيح بالخليفة أصبح الآمر والناهي مع الخليفة الجديد، ولكن من دون من يظهر بالصورة. وإذا ظهر، فهو الورع، الغيور، ويخطب بالمحتجين وهو يحمل العلم ويقول زرت (ابنائي المتظاهرين وسط بغداد، واكدت لهم ان قواتكم الأمنية موجودة لحمايتكم ولن نسمح لأحد بالتعدي عليكم)
وحين يمضي يقول له مستشاره الإعلامي خالد المحنا (سننفذ تعليماتك سيادة الوالي)!
فيلتفت اليه ( انچب تبقى زمال، هذا الحچي للاعلام خليهم يندگون بالغازات والرصاص الحي). وينتهي الفيلم بآخر لقطة، عندما تبدأ سيارة الوالي السوداء بالانكماش الى ان تصبح قنبلة ويقوم أحد الملثمين برميها على المتظاهرين وتنتشر الدماء على الأرصفة.
اما الفيلم الأكثر تشويقا هو (خلي بالك من فوفو) من اخراج وزير العدل (فاروق؟!) الذي صور في مبنى ممثلي الأمم المتحدة في دورتها 34، حيث يبدأ الفيلم بلقطة سقوط قتيل من المتظاهرين بطلقة ناري في رأسه، تتبعها لقطة أخرى سقوط أخر بعده، والدخان يخرج من رأسه. ويطل بعدها الوزير (كان قاضيا؟!) مبتسما ليقول انه كان خطأا! وحين يطرح سؤال عن اسباب مقتل أكثر من 300 متظاهر وجرح 15 الفا وخطف اعتقال الالاف. تخرج (عدولة) ترقص على (الوحده ونص) وفوقها يظهر المعلم فوفو ينفث الدخان من ناركيلته وفوق رأسه شعار (العدل أساس الملك!)..
وذكر مصدر مطلع ان الأفلام العراقية الجديدة وهي من انتاج فالح الفياض، وشركة سليماني القابضة، ستشارك في مهرجانات سينمائية عالمية وعربية. ويحتمل ان يحصل أحدها على (النعال اليابس) يعلق كوسام على جبهة المخرج والجهة الممولة.