انتفاضة ابناء شعبنا في اكتوبر التي شملت قطاعات واسعة من المجتمع العراقي صعقت الكتل المتنفذة التي راحت في سبات عميق غير مبالية بصيحات الاحتجاجات السابقة من قبل المعدمين والكادحين والفقراء، لتتخذ الاحتجاجات بعدا وطنيا واسعا ليشمل جميع محافظات الوطن، تشترك فيها قطاعات شعبنا المحرومة والمتضررة من قبل نظام المحاصصة الطائفي ليلتحق بهم الاطباء والمهندسين والمعلمين والمدرسين وطلاب الجامعات والثانويات ، المشمولين بالمعاناة والبطالة ، لما راكمه نظام المحاصصة الطائفي القومي وبنيته السياسية من الازمات ، مطلقا العنان لفساد كتله المتنفذة لكي تنهش جسد الوطن والمواطن الذي اصبح يأن من شدة وقعه و مخاطره لتدخله بكل صغيرة وكبيرة في مؤسسات الدولة واكثرها ايلاما هو بيع المناصب الوزارية والحكومية ( وعلى هالرنه وطحينج ناعم )
نظام محاصصة الطائفية السياسية قد ابلى في تجويع الشعب العراقي والتجاوز على حريته وكرامته وتغييبه في وطنه حتى وصل ببعض الشباب الى الانتحار هربا !! وان شعور المواطن العراقي بفقدانه لوطنه وحقه فيه، جعله يخرج بانتفاضة عارمة تجاوزت في شعاراتها المطالب الخدمية الى تغيير الطبقة السياسية ونظامها المحاصصي والمطالبة باستقالة الحكومة وتغيير القوانين التي جاءت بها تزويرا وتلاعبا ودفعا للمال لشراء الاصوات وتجييرها لأحزاب الاسلام السياسي وكتله .
انتفاضة شعبنا هذه اعطت دروسا لهذه الطبقة السياسية الحاكمة بجميع كتلها المتنفذة وفي مقدمة هذه الدروس ان الشعب يمهل ولكنه لا يهمل التجاوز على حقوقه وحرياته، وسيعاقب من تمادى في ايذاءه من المتنفذين ، ولذلك جاء هتاف المنتفضين المدوي ( نريد وطن ) وهل هناك ابلغ من هذا الشعور الوطني؟!! بعد ان وجد الشعب ان الوطن فقد هويته واستقلاله واصبح رهن اشارات القوى الخارجية دون ان يكون للشعب راي في ذلك، فكانت انتفاضة اكتوبر جوابا وردا صاعقا هز مضاجع الحكومة ببنيتها السياسية وكتلها المتنفذة ، فتنادت مع بعضها وهرعت الى اصدقاءها في خارج الحدود تطلب مساعدتهم ومشورتهم ، لأنها فاقدة للاستقلالية في قرارها !، وهذا يعرفه ابناء شعبنا وهو جزء من الخراب والمعاناة التي حلت بشعبنا العراقي لكنه وعلى اثر زيارة الاخوة الاكراد الى بغداد يتساءل اخوتهم في بغداد والوسط والجنوب ، هل زيارة وفد اخوتنا برئاسة رئيس الاقليم كاكا نيجرفان جاء ليسند موقف الحكومة وهي تعيش نوبات صرع من شدة الصدمة التي سببتها وتسببها الانتفاضة الاكتوبرية الرافضة لبقائها والمطالبة برحيلها بطاقمها بأحزابها ونظامها المحاصصي الطائفي وقوانينها التي اعدت لنهب الشعب ومصادرة حقوقه .
ام جاء ليطمئن على ما كفله الدستور من حقوق لشعبنا في كردستان ؟!
ام جاء والالم يعصر قلبه لنقل التعازي لشهداء الانتفاضة البواسل ، متذكرا شهداء حلبجة وسوح النضال المشترك للعرب الاكراد في جبال ووديان كردستان المعمدة بالدم الزكي من جراء مقارعتهم البعث وفاشيته ؟!ام جاء لإسداء النصيحة لإيقاف القمع المفرط والعنجهية ضد المتظاهرين ؟!
نعتقد ان انتفاضة اكتوبر مفصل مهم من تاريخ شعبنا العراقي وقواه الوطنية وفيها تفرز المواقف المنحازة لقضية شعبهم الوطنية حتى وان اثرت جزئيا على بعض حقوق الاقليات والقوميات وستسجل في ذاكرة المنتفضين، و سترد باعتزاز وفخر لهم لاحقا وهنا تكمن وحدة الشعب بمختلف قومياته وفئاته واديانه ( على صخرة الوحدة العربية الكردية تتحطم كل دسائس اعداء الشعب العراقي ) شعار بقي خالدا على مر الازمان .
لذلك نهيب بأعزائنا وابناء شعبنا الكردي وقياداته المناضلة ان يفرزوا مواقفهم الوطنية بعيدا عن فخ المحاصصة البغيضة ، ووقوفهم مع انتفاضة الشعب العراقي ومطالبهم المشروعة
برحيل الطبقة السياسية وبنيتها الفكرية التي تعض بأنيابها بقوة على نهج قاد ويقود الوطن والمواطنين الى نفق مظلم .
ان اعتزازنا بهذا التاريخ الذي تعمد بالدم بين الشعبين العربي والكردي خصوصا ، نعتب ونحذر من الانزلاق حيث تفكر كتل المحاصصة بالتوجه بالعراق وطنا وشعبا الى هاوية لا يحمد عقباها ، عندها لا ينفع الندم .
وهذا يفرح اعداء العراق ويسرهم لان ابناءه عربا وكردا قد فضلوا المحاصصة البغيضة على حساب مصلحة الشعب العراقي .
نقول لشعبنا بعربه وكرده واقلياته الاخرى :
أأبناء وادي الرافدين تيقظوا من الخزي ان يستعبد الليث ثعلب
وهبوا لإنقاذ الضعاف من الاذى مخافة ان يطغى المحيط فترسب
ان لسان حال المنتفضين في ساحات التظاهر ات الشعبية يقول لحكومة المحاصصة ببنيته السياسية :
اننا مجتمعون هنا في ساحة التحرير ساحة الثوار ولن نغادر هذا المكان الا بعد تحقيق مطالبنا المشروعة التي حازت على تأييد واسع من كل المخلصين والتي جاءت كلمة المرجعية مؤخرا تعزيزا للمتظاهرين السلميين والاشادة بموقفهم وصمودهم في مكان التظاهر حتى تحقيق مطالبهم والا سيكون للمرجعية كلام اخر ......