ستسطر أقلام الكتاب وأعمال الفنانين ملاحم الشعب العراقي في انتفاضة الأول من أكتوبر الشعبية بحروف من نور ، إذ يشكل الحدث حقبة جديدة من تاريخ العراق المعاصر بعد سنين عجاف من القهر والاستغلال ونهب الثروات.
بدأت مؤشرات وعي الشباب عبر إطلاق شعارات تظاهراتهم في ساحة التحرير وفي كل محافظات العراق بعد شروع الحراك المدني على مدى السنوات السابقة بإطلاق شعار " باسم الدين باكونا الحرامية"،وتواصلت عبر شباب الانتفاضة لتتخذ مواقف حاسمة عظيمة بقوة الفولاذ تجسدت في هتافاتهم " نموت عشرة ، نموت مية ، وآني قافل ع القضية" .
نعم هي قضية الشعب التي خطت مساراتها بدم الشباب الحار إثر إطلاق الرصاص الحي وغازات القنابل المسيلة للدموع ، من قبل نظام إجرامي استعان بسلاح الميليشيات للحفاظ على عرشه ومنافعه الشخصية.
لابد من إضاءة ما يفعله الشباب حاليا ليس فقط في ساحة التحرير وكل المحافظات حسب، بل عبر الفضاء الالكتروني ، وهم يطلقون قرائحهم من أشعار وأغان ومقاطع تمثيلية ساخرة تفضح مكائد الساسة ورجال الدين وسعيهم لتعمية الشعب.
وسيسجل التاريخ موقف منع وزارة التربية تظاهرات الطلبة بدعوى عدم المساس بمشاعر الطفولة ، ترى أي طفولة رعاها النظام الفاسد ؟ هل بنظامه التعليمي الفاشل؟ أم بمدارسه الطينية وجلوس طلبتها على الأرض؟ّ!
شخصيا خرجت عنوة ،وأنا طالبة المتوسطة، في تظاهرة ارتعدت فيها لمشاهد أعواد المشانق المنصوبة بساحة التحرير تدلت فيها الرؤوس واستطالت الأعناق، في ذكرى لم تفارقني أبدا، لحادث إعدام عزرا ناجي زلخا ومجموعته ممن أدينوا بالتجسس لحساب إسرائيل عام 1969 أيام حكم أحمد حسن البكر، ونائبه صدام حسين .
التدوين اللحظي عبر وسائل التواصل الاجتماعي شكل خطوة مهمة في مسار كتابة التاريخ ونقل الحقائق بالمفردة والصوت والصورة، ناقلا تآزر فئات الشعب أجمع ودعمها للثوار بالتشجيع والإشادة بالروح الوطنية ، فضلا عن إيصال الإمدادات الضرورية لهم من طعام وماء وأدوية وإسعافات.
سائقو التكتك وحدهم لهم ملحمتهم الخاصة سيذكرها الأدب والفن العراقيين بحروف من نور.

عرض مقالات: