انها ثورة الجيل الجديد، فلو نظرنا الى المشاركون فيها لوجدنا انهم من الشبيبة ممن لا تتجاوز أعمارهم الخامسة والعشرين من المتحمسين والصادقين وقد تنبأ شاعر العرب الأكبر الجواهري بهذا الجيل الجديد يوم قال:
سيخرج من صميم اليأس جيل شديد البأس جبار عنيد
وفعلا خرج هذا الجيل الذي لم يعرف صدام وطغيانه، عاش طفولته دون ان يعي دكتاتوريته وتفاعل مع الواقع العراقي الجديد بكل شيء وعرف هذا الواقع بتفاصيله وحيثياته، وعرفت التعبير عن الرأي واستوعب احترام الرأي الآخر وتعرف على الديمقراطية ببساطتها وشاهد تجارب الانتخابات بتشوهاتها والتلاعب فيها، وعايش التظاهرات والفعاليات والحراك الجماهيري واستوعب فلسفتها.
كماتعايش مع الفساد الحكومي وتفشي التلاعب بالمال العام وانتشار المحسوبية والتحيز للأحزاب المتنفذة والاخفاق المتواصل في المنهج والسياسة.
لقد عرف هذا الجيل الشاب الممارسات الخاطئة والسياسات المنحرفة والسلوك العدواني والمتحدي لارادة الجماهير ورغبتها وواجه حكاما لا يحترمون الناس ويقدموا مصالحهم على مصالح الشعب ويقدمون مصالح دول على قضايانا الوطنية.


لقد تناسى حكامنا واجباتهم ودورهم تجاه أبناء الوطن والمدافعين عنه وتصوروا ان حياتهم رغد وسلوكهم صحيح وتصرفاتهم صادقة، وهكذا كان الموقف والحال فقد اختار الشعب أبنائه الصادقين والمخلصين لهذا الفعل بعد ان تجاوز السيل الزبى وطفح الكيل وقالت الجماهير كلمتها بكل عفوية وصدق، واختارت شعارات وهتافات معبرة من دون مجاملة لهذا او ذاك فالعراق وطن الجميع وواجب الكل الدفاع عنه ولا مكان فيه للتخوين ونظرية المؤامرة واتهام هذا وتهميش ذلك.
لقد نهض المارد العراقي بعد سنوات عجاف وعبر بصدق عن نفسه وخرجت مئات الألوف لا بل الملايين الى ساحات العز والشرف وقالت كلمتها الحقيقية بلا نفاق ولا مجاملة، وقدمت البرهان واضحاً من خلال آلاف الضحايا والشهداء الخالدين في سفر العراقيين المعروف بتاريخه ومجده. وهنا نذكر شبيبتنا بان التاريخ سيعطي للحكام الفاشلين والفاسدين حكما قاسيا و يعطيهم (طينتهم بخدهم). اما الابطال والثوار والشهداء والجرحى والمناضلين من اجله وفي سبيله فسيسجلهم بأحرف من ذهب.

عرض مقالات: