يخوض الشعب العراقي هذه الأيام، معارك الشرف والنضال والغضب العارم، من اجل حقه بحياة إنسانية كريمة، واحتجاجًا على سياسة النظام العراقي الحاكم المعادية لمصالح الجماهير، وضد العملية السياسية القائمة على النفاق السياسي والفساد والمحاصصة الطائفية والمذهبية البغيضة.

وقد رافق الاحتجاجات والحراك الشعبي استخدام مفرط للقوة، وأحداث مؤلمة أدت إلى جريان نهر الدم باستشهاد وجرح الآلاف من المدنيين العزل المنتفضين ضد الفقر والجوع والفساد المستشري، فضلًا عن الاعتداء على القنوات الاعلامية.

إن مطالب الشعب العراقي والشعارات التي يرفعها في مظاهراته السلمية عادلة وواضحة، وتتجسد أولًا بالخلاص من الحكم الطائفي المحاصصاتي الجاثم على صدور العراقيين منذ سنوات طويلة، وضرورة تشكيل حكومة إنقاذ وطني تقود البلاد لحين إجراء انتخابات مبكرة جديدة، وثانيًا توفير أبسط الخدمات الانسانية وخاصة السكن والكهرباء والماء والصحة والتعليم ومحاربة الفقر والبطالة الواسعة بإيجاد أماكن عمل للعاطلين عن العمل.

ومما لا شك فيه أن الحكومة العراقية ومن يرأسها ويقف ورائها، فقدت مصداقيتها وشرعيتها، وعليها تقديم استقالتها حالًا دون أي تأجيل، والرضوخ لمطالب المتظاهرين الغاضبين والمحتجين المصممين على التظاهر والاحتجاج حتى تحقيق مطالبهم المتمثلة بسقوط الحكومة واحداث التغيير المنشود المأمول، وإجراء الاصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وبناء عراق ديمقراطي ومدني حضاري على أساس مشروع تنموي جذري اصلاحي يمثل مختلف قطاعات وشرائح وأوساط المجتمع العراقي.

ومن نافلة القول في الختام، الشعب العراقي خرج من عنق الزجاجة، وعبر حاجز الخوف، واعلنها هبة واسعة، ولا عودة للوراء دون تحقيق الاصلاح وتنفيذ مطالبه، وهو ماضٍ إلى امام ، وسينتصر بإرادته وقوته ووحدته الوطنية.