يصادف في السادس والعشرين من تشرين الأول من كل عام، العيد الوطني للمرأة الفلسطينية، كيوم احتفالي خاص  تقديرًا لها ولكفاحاتها وللإنجازات التي حققتها في مسيرة الثورة والتحرر الوطني ولأجل الاستقلال.

فقد سطرت المرأة الفلسطينية بمواقفها البطولية وتضحياتها الجسام صفحات مشرقة ومضيئة من نار ونور في سفر النضال والتاريخ الوطني لشعبنا الفلسطيني، وحققت انجازات هامة كبيرة وعظيمة في التضحية والعطاء والفداء والكفاح والنهوض الوطني، وفي عملية التقدم الاجتماعي العصري والحضاري. فهي الزوجة والأم والأخت والشهيدة وأم الشهداء والسجينة في معتقلات وزنازين الحياة، وهي صانعة الحياة والبطولات وكاتبة التاريخ.

ورغم المعاناة والحصار والقهر والقيد، أثبتت المرأة الفلسطينية أنها قادرة على الخلق والإبداع في مجالات الحياة كافة، فقد خرجت للعمل بالزراعة وفلاحة الأرض ومشاغل الخياطة والمصانع والمكاتب وسلك التعليم والتدريس الاكاديمي، وانهت الدراسات العليا في جامعات الوطن والخارج بجميع المواضيع العلمية والأدبية والهايتك، كما وانضمت للجمعيات النسائية والحركات النقابية، وانخرطت في العمل السياسي والوطني والأهلي، والتحقت بالأحزاب والتنظيمات السياسية وجمعيات العمل التطوعي، وساهمت في رفد النضال والمقاومة ضد الاحتلال، وكان لها اسهام كبير ايضًا في العمل الثقافي واثراء حركة الأدب والثقافة بالمقالات والنصوص الشعرية والقصصية والروائية الإبداعية، والمتابعات الصحفية والسياسية، والدراسات التاريخية والعلمية، وقدمت روحها فداء للوطن وحريته.

لقد شهدت فلسطين منذ عهد الانتداب البريطاني مواقف جليلة وخالدة للمرأة الفلسطينية بمنتهى الروعة والعطاء والنضال الثوري الواعي والرؤية السديدة الثاقبة، وحين اندلعت الثورة الفلسطينية جسدت معنى الانتماء لوطن وشعب يصبو ويتوق للحرية والانعتاق والخلاص من ربقة الاحتلال، ويحلم بحياة أجمل وغد أفضل، والعيش بكرامة كبقية شعوب المعمورة.

واستمر عطاء المرأة الفلسطينية وإحساسها الكبير بالمسؤولية الوطنية والمجتمعية والأخلاقية، واجتازت مسالك وعرة، وقفزت فوق أسوار الماضي كله، لتحقق للحاضر والمستقبل المنتظر ذروة الكفاح والوفاء والالتزام الوطني الصادق والمخلص.

ولا شك أن دورها في الوقت الحاضر هو استمرار لدور لعبته في الماضي، مع عطاء وولاء أكثر وانتماء أعمق لقضية وطنية عادلة ومقدسة تحدد وجود وحياة شعب باسره يستحق الحياة.

فباقة ورود وتحية خالصة وكل التحيات الصادقة للمرأة الفلسطينية في كل أماكن تواجدها، في القرية والمدينة والمخيم في الوطن والمنافي القسرية والغربة، بمناسبة عيدها الوطني  وكل عام وهي بألف خير، وقد تحققت أماني وأحلام شعبنا بالحرية والاستقلال الوطني.

 

 

عرض مقالات: