لقد وطأت علينا نحن العراقيين حوافر جيش هولاكو ثم الإستعمار العثماني والبريطاني ثم الجحيم الصدامي ولم يستطيعوا جميعاً تهشيم عقولنا وقلوبنا فقد بقينا نخطط للثورات ولحياة أفضل ، وبقيت قلوبنا تنبض بحب العراق وأهله الشرفاء الفقراء .
إدعيتم الولاية وسيستم الدين والثقافة ، وأخذ كل منكم نصيبه من الكعكة الحرام ، إدعيتم بأنكم أولاد علي والحسين لكنهما لم يأكلا الحرام ولم يسرقا أموال اليتامى والأرامل والفقراء ، وقتلا وهما أفقر من في الأرض . إدعيتم بأنكم أولاد العراق النجباء فمن يا ترى يسرق نفط العراق ويملأ بها خزاناته الخلفية ، ويترك أطفال الشوارع عراة جوعى ، ومن يا ترى يتاجر بأجساد الأطفال والنساء والمخدرات ويغسل الأموال القذرة وهو لابس ( للعمامة ) ، ولا فرق هنا أن تكون سوداء أو بيضاء أو خضراء ، ومن يا ترى أوحى إليكم بأنكم الخالدون ونحن الفانون ، ومن أعطاكم عصى موسى وإكليل شوك المسيح وقرآن محمد لكي تحكموا على صبيتنا وشبابنا بالموت ، ومن أنتم لتكمموا أفواه العراقيين بقناصيكم ، وكيف صادف أن يقفوا على أسطح المنطقة الخضراء بدون إذن منكم .
خرج علينا معهد بوستن بتقرير أدرج فيه أسماء المتهمين بقتل المتظاهرين، وإذا بهم هم أنفسهم أعضاء اللجنة التي عُينت لبحث أمر القتلة القناصة . فمن سيقتل من ، ومن سيعاقب من إذا كان ( حاميها حراميها ) وحارسها هو من إغتالها . لقد أُغتيلت دماء أفضل من فينا وأخيارنا وأطهارنا الذين لم يُلوَثوا ببريق الذهب والدولار .
إنها حرب الجبناء ، فلِم لا ينزل القناصون إلى عرض الشارع ، ولِم يسدلون الستار على وجوههم وهم معروفون ، يعلَمهم طفل الشارع ومتسولو الأزقة، يعلمهم ٤٠ مليون مواطن ، لأنهم وببساطة قد فهموا اللعبة ، وولَدوا شباباً لا يملك شيئاً ولن يخسر شيئاً، وأنتم يامن تملكون كل شيء ستخسرون كل شيء .