كلما اكتب موضوعا عن الوطن تتقاذفني كلمات يائسة وللاسف من شباب بعمر الورد واقف عند بعضها متبسمرا وهي تشير (ياوطن هذا الذي تتحدث عنه... والبعض سأرزم حقائبي واهاجر حتى لو فقدت حياتي بالمجازفة في عبور البحار) ما دامت الوجوه الكالحة لم تتغير ولم تغادر المواقع ومتشبثة بنظام (المحاصصة المقيتة ) بصراحة ولا اخفيكم سرا انا اتعاطف مع تلك الاصوات واشاطرهم المواقف لكنني أفندها بالضد منها لايماني بحدوث التغيير الذي ننشده ونعمل عليه بكل جد وثقة. رغم ضحايا الدم من الشهداء في محافظات البلاد الثائرة..
نعم أفندها لأن النصر يكمن في البقاء هنا في (الوطن) ومجابهة الفاسدين في الميادين مثلما فعل التونسيون والمصريون والان البصريون علينا ان نثبت لهم اننا هنا ولا يمكن ان ننهزم بهجرتنا التي يرقصون عليها فرحا. كل الاوطان تفتخر بأبنائها وتوفر لهم كل مستلزمات العيش الرغيد الا أننا عكس هؤلاء والسبب هو (نهج المحاصصة البغيض) أس الفساد وخراب البلد ودماره منذ خمسة عشر عاما والشعب يأن تحت وطأة الامية والتخلف والجهل والتراجع في كل مفاصل الحياة. فلو اجرينا مقارنة بيننا وبين دول الجوار التي تنعم بالامن والامان والاستقرار بخيرات بلدانها نرى ان ميزانيتنا تبتعد كثيرا عنهم الا انها لم توظف في اماكنها الحقيقية بل تذهب لجيوب الطفيليين من المافيات التي فرخها نظام (المحاصصة) سيئ الصيت وبذلك نرى بأم أعيننا التردي الحاصل في كل مفاصل الحياة وتراجع البلد كثيرا عما كان عليه قبل التغيير وهذا ما اعطى صبغة ايجابية "للنظام الدكتاتوري" الذي تم تبييض صورته من خلال سوء ادارة البلد نحو ما كان يحلم به الشعب من تغيير ينعم به ..
ان الكثير من موارد البلاد تذهب في جيوب الفاسدين ولا يسجل منها سوى الـ (5في المائة) اما ما يذهب في ارصدة الفاسدين هو اكثر من (90 في المائة ) من موارد الكمارك والمعابر الحدودية والسياحة الدينية والموانئ والضرائب المفروضة على المواطنين من الوزارات الاخرى كلها تذهب الى الاحزاب المتنفذة واعضائها من مافيات طفيلية مهيمنة على تصدير النفط غير الشرعي والذي يتم بيعه لدول الجوار في (السوق السوداء). وكل هذه الايرادات لم تدخل في حساب الموازنة الختامية للدولة بل تذهب لاشخاص متنفذين ولهم علاقات واسعة مع الدول الاقليمية والدولية. وما يؤسف له انهم رهنوا مصيرهم بهذه الدول ومصالحها الكبرى على حساب الوطن واقتصاده الذي من المفروض ان ينعم به ابناؤه البررة.. ومن اجل إبقائهم في سدة الحكم لمدة اطول كي يساهموا بالدمار والخراب والفوضى وتسعد عوائلهم وابنائهم في دول العالم المتقدمة في مناحي الحياة دون خجل او شعور بأي مسؤولية اتجاه شعب يعاني من توفير ماء صالح للشرب في البصرة المنتفضة والتي اعطتهم درسا في الانتفاضة والتضحية وسوف يكون مصيرهم قريب أن لم يرحلوا ويتركوا البلد لأبنائه الشرفاء كي ينعموا بخيراته حالهم حال غيرهم من الشعوب الاخرى

عرض مقالات: