يغمرنا شعور بالقلق والاحباط والخجل معًا مما وصلت إليه الاوضاع الداخلية الفلسطينية، بعد توقف الحوارات واللقاءات بين فصائل العمل الوطني الفلسطيني والقوى الاسلامية لإنهاء حالة الانقسام المدمر المعيب على الساحة الفلسطينية، واستعادة الوحدة الوطنية لشعب بات ينزف دمًا من الحصار الخانق المتواصل، وانتهاكات الاحتلال، والهجوم العسكري العدواني المتكرر على قطاع غزة، وانسداد آفاق الحل السياسي على جميع المستويات السياسية منها والاقتصادية.
فالأجواء السائدة سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية، ما بها وما عليها من ملاحظات وانتقادات، ما لم تترافق بعمل على الأرض وفي الواقع يرغم الاطراف المنقسمة على الايفاء بتعهداتها والتزاماتها تجاه شعبنا وقضيته، فستبقى الحالة الفلسطينية تراوح مكانها، وليرحل كل من تسايره نفسه أن امتيازاته ومصالحه الفئوية الضيقة والذاتية والحزبية أهم من مصلحة الوطن وقضيته المقدسة.
الانقسام الفلسطيني أضر كثيرًا بالمشروع الوطني التحرري الاستقلالي، وبالمقاومة الشعبية، والحق تمزيقًا للنسيج الاجتماعي داخل بنية المجتمع الفلسطيني، لما يتسم به من تنوع في الانتماء، كذلك لما للحالة الانقسامية من تداعيات وتأثيرات على مستوى الانقضاض على العديد من الحريات، خاصة المتعلقة بالمرأة الفلسطينية وحقوقها وعلى مجمل المنجزات والمكتسبات النسوية التي تحققت، ويتهددها الخطر والتراجع عنها.
الاوضاع الفلسطينية الحالية تتطلب بذل المزيد من المحاولات الدؤوبة، والجهود الحقيقية، بنوايا طيبة، لأجل استعادة وحدة الوطن الفلسطيني، وتوطيد الوحدة الوطنية والشعبية والميدانية الفلسطينية، وتصليب الموقف الوطني والثوري الجذري، لمواجهة المشاريع الاحتلالية والاستعمارية التي تتهدد القضية الوطنية والمشروع الوطني الفلسطيني، وفي مقدمها صفقة القرن التصفوية.