العراق يحتاج الى بناء دولة مواطنة لا إمارات حرب ومكونات وطوائف وأحزاب طائفية عنصرية !..
إن سبب ما عاناه شعبنا وما دفع من أثمان بالنفس والنفيس هو غياب الدولة !.. نعم في العراق لا وجود للدولة ، بل هناك أُمراء طوائف ومناطق وقوميات وأحزاب ، لديهم ميليشيات طائفية مسلحة ، ويمثلون الدولة العميقة التي تتحكم بمقدرات العراق والعراقيين منذ عقد ونصف ، وإن لم تتم إعادة بناء الدولة ومؤسساتها ووفق منظور دولة المواطنة وبناء مؤسسة عسكرية وأمنية على أساس وطني وتكون مستقلة ومهنية ومسؤولة عن أمن الوطن والمواطن ، فلا استقرار ولا أمن ولا رخاء ولا تعايش ولا استقلال وطني أبدا .
دولة يسود فيها العدل والحق والمساواة والأمن والسلام والتعايش وتكون لكل العراقيين بكل أطيافهم وأديانهم وانتماءاتهم القومية والمنطقة التي يسكنون .
دولة ترعى الجميع وتمثل إرادة الجميع ، بمختلف فلسفاتهم وتوجهاتهم الفكرية والسياسية ، دولة تصون كرامة وحقوق وحريات الناس .. كل الناس من دون تمييز وعنصرية وقمع ومصادرة واضطهاد !..
دولة لا تحتاج الى سوبر مان أو علاء الدين ومصباحه السحري ، ليصنع لنا المعجزات ، وكأننا معاقون وغير قادرين على صنع ( المستحيل ! ) وبناء حاضرنا ومستقبلنا وبإرادتنا وبعزيمة بناته وأبنائه الذين يمتلكون كل مقومات النجاح في مختلف مناحي الحياة ، شعب يمتلك الإرث الحضاري والتأريخ المجيد لا يمكن أن يهزم أبدا ، لو قيض له بأن يقيم الدولة المنشودة !..
نحتاج الى دولة دستور وقانون ونظام وعدل وميزان ، لتقيم الوزن بالقسط ولا نخسر الميزان ، مثلما يحدث في عراقنا منذ عقد ونصف ، ونقيم وزنا للإنسان كونه الغاية والهدف والسمو كاثمن ما موجود على منظومتنا الكونية ، وليسود النماء والرخاء والازدهار والتحضر والرقي والتقدم نحو الأفاق الرحبة ، واللحاق بعجلة التطور الإنساني وعدم التخلف عن ركب الحضارة !..
دولة ديمقراطية علمانية اتحادية واحدة مستقلة ، يكون فيها الدين لله والوطن للجميع ، وعدم اقحام الدين في بناء الدولة والمجتمع ، والفصل الكامل بين الدين والدولة وبين الدين والسياسة ، ومنع قيام أحزاب على أساس ديني أو طائفي أو عنصري ، دولة تساوي بين مواطنيها وتحمي الجميع دون النظر الى خلفياتهم وانتماءاتهم ونمط تفكيرهم وجنسهم ومنطقتهم وللقومية والدين .