تلتئم اليوم وغدَا في العاصمة البحرينية - المنامة ،  الورشة الاقتصادية ، بمشاركة اسرائيل والولايات المتحدة ، وعدد من الدول الخليجية والعربية ، وبغياب صاحب الشأن الفلسطيني، وعليه لن يكتب لها النجاح .

في حقيقة الأمر أن ترامب المبادر لهذه الورشة وواضع الخطوط العريضة لصفقة القرن ، يتبنى رؤية ومنظور نتنياهو لحل المشكلة الفلسطينية ،  بالسلام الاقتصادي البديل  . فالمؤسسة الصهيونية الحاكمة لا تقر بل تتنكر للحقوق الأساسية والسياسية لشعبنا الفلسطيني ، وبالأخص حق العودة وتقرير المصير ، الذي يتنافى مع الرؤية الصهيونية المستندة إلى المقولة المعروفة " فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا ارض " ، والسلام الاقتصادي وفق المنظور النتنياهو مشترط بالنمو بالتبعية مع الاقتصاد الاسرائيلي ، وليس اعطاء الفلسطينيين النهوض والنمو الاقتصادي بشكل حر .

لقد عملت اسرائيل عبر حصارها الخانق في قطاع غزة خلق كارثة انسانية وأزمة اقتصادية ، فق تزايد الجوع والفقر والبطالة الواسعة بين فلسطينيي غزة ومخيماتها الفقيرة بالأصل ، والآن تسعى لخلق أزمة اقتصادية في الضفة الغربية من خلال اقتطاع اجزاء من المقاصة والضغط على المانحين لوقف التمويل الدولي لها .

إن ورشة البحرين هي بمثابة جنازة لتشييع القضية الفلسطينية ، واعادة ترسيم خريطة المنطقة والعالم من خلال سايكس بيكو جديد ، وتحييد الغول الايراني في الزاوية ، وتصفية الحق الفلسطيني ، وتدشين التطبيع العلني والمجاني مع دولة الكيان الاحتلالية الاستيطانية والابقاء على اوسلو ما هو عليه دون أي تقدم ، ناهيك عن اغتيال العملية السياسية لإنجاز مشروع الدولة الوطنية المستقلة ، وكذلك خلق قيادات اقتصادية مرتبطة بسلطة الاحتلال على غرار " روابط القرى " ، والسماح بمشاريع استثمارية لإكمال اسدال الستار على المعضلة الفلسطينية .

وامام ذلك ، واجب القيادة الفلسطينية العمل بشكل عاجل وسريع على انهاء الانقسام العمودي المدمر ، الذي اطاح بكل منظومات القيم ، وفسح المجال للثالوث الدنس طرح مشاريع التصفية ، وبذل اقصى الجهود لاستعادة وحدة الوطن الفلسطيني وفصائله الوطنية والاسلامية والتقدمية ، وتنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي بسحب الاعتراف ووقف التعاون والتنسيق الامني ، كل هذا من شانه أن يضع كل المهرولين والمطبعين والمجتمع كله أمام مرحلة جديدة عنوانها رفض المشروع التآمري الامريكي – الاسرائيلي – الرجعي العربي ، المتمثل بصفقة القرن ، الرامية إلى كسب الوقت وتكريس الاحتلال فوق الأرض الفلسطينية، وتصفية حقوق شعبنا العادلة .

عرض مقالات: