هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تأجيل الاعلان عن خطة ترامب لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة بـ " صفقة القرن " . فللمرة الخامسة تعلن الادارة الامريكية تأجيلها إلى ما بعد الانتخابات البرلمانية في اسرائيل ، التي ستجري في السابع عشر من تموز القادم ، وفي الوقت نفسه تواصل جهودها لإقامة ورشة البحيرين ، كخطوة أولى لتنفيذ هذه الصفقة التي تستهدف حرمان شعبنا الفلسطيني من حقه الشرعي العادل بإقامة دولته المستقلة .

لا شك أن نجاح نتنياهو من جديد في الانتخابات المقبلة هو رهان ومطمح امريكي ينسجم مع رؤية وتطلعات الرئيس الامريكي ترامب ، فكلاهما متفقان معًا في الطرح والرؤى ضمن خطة واضحة وسياق منهجي لكسب الوقت وتكريس الوقائع على الأرض ، وسلب حق العودة ووأد الحق الفلسطيني المشروع .

من الواضح استمرار سياسة الولايات المتحدة الداعمة لآلة الحرب والعدوان والقمع وللاحتلال الاسرائيلي ، وهي باقية على ما هو عليه سياسيًا وماديًا ولوجستيًا ، وما كانت أمريكا تتمسك بنهجها العدواني المغامر في تصرفاتها وممارساتها وسياستها في الشرق الاوسط ، لولا مواقف الانظمة العربية الهزيلة والخنوعة وخاصة الخليجية ، اللاهثة والساعية والمتطلعة للتطبيع الكامل مع حكام اسرائيل ، واستمرار الانقسام المعيب في الساحة الفلسطينية ، الذي تغذيه لتمرير مشاريعها التصفوية .

الموقف الامريكي المعادي والسياسة الامريكية تجاه شعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية ، يتطلبان تصعيد المعركة السياسية والدبلوماسية والشعبية الفلسطينية والعربية عمومًا ضد الحصان الامريكي ، وضد الاحتلال ودولته ، وعندما سيتحقق استقلال جولة فلسطين سيكون أحد ثمار الكفاح البطولي التحرري الفلسطيني المعمد بدم الشهداء والتضحيات الجسام وانتصارًا له ، وللتغيير العالمي في موازين القوى لصالح أصحاب الحق وحلفائهم التاريخيين ، وأما أصحاب الأوهام المنافية فلا بد أن تحررهم التجربة الذاتية ونتائج اوسلو وعملية التطور من تلك الأوهام .

إن عنوان المرحلة القادمة العريض ، المكتظة بالأحداث والحبلى بمختلف الاحتمالات ، في المشهد السياسي الفلسطيني هو إنهاء حالة الانقسام المدمر بأسرع وقت ، والعمل وفق خطة فلسطينية وحدوية شاملة لمواجهة صفقة القرن وما ستتمخض عنه ورشة البحرين ، والتصدي لكل المشاريع المشبوهة التي تستهدف قبر الحقوق الفلسطينية ، وقوننة الاحتلال وشرعنته وتكريس الاستيطان على الأرض الفلسطينية .

 

عرض مقالات: