من المحطات البارزة التي مرت في حياتي السابقة كانت مرحلة الدراسة المتوسطة والاعدادية، تلك المحطة اعتبرها نقطة مهمة اذ ترتبت عليها الاسس والاعمدة التي شكلت فيما بعد منظوري لحياتي العامة والخاصة.

ومن أحد هذه الاعمدة كانت مدربة الرياضة البدنية الست (سرية الراوي) ذكرت اسمها الصريح وفاء وعرفانا مني لصدقها مع نفسها ومع وظيفتها، واضمنها تمنياتي اليها بمديد العمر والصحة، كانت مدرسة التربية الرياضية في اعدادية الجمهورية للبنات، تلزمنا الحضور وتحاسب المتغيبات كحال مدرسات المواد الاخرى، حيث لا يوجد تباين بين المواد الدراسية من حيث تقسيمها الى مواد اساسية واخرى ثانوية او اقل شأنا، فجميع الحصص الدراسية تقاس بمقياس واحد يتبع العقاب والثواب ذاته للحضور والغياب.

كان من ضمن اساسيات الدرس هو ارتداء الزي الخاص بالرياضة بغية أداء التمارين الرياضية كالجري واجتياز الحواجز، تحلت بالصبر والتأني كي تقودنا، كما امنت بقدراتنا وامكاناتنا اللامحدودة على تجاوز العقبات، فربت فينا روح التحدي والاصرار والاقتحام، وعلمتنا ان المستحيل لا وجود له امام الارادة البشرية، كل شيء يتحقق بالإصرار والتمرين والمتابعة، ربتنا بدنيا، فانعكس ذلك ايجابيا على حياتنا الدراسية والاجتماعية.

اما الآن فاصحبنا من النادر ان نسمع عن نشاطات رياضية داخل المدارس، او نسمع عن مباريات بين مدرستين، ومحافظتين، وبالرغم من أهمية الرياضة صحيا للإنسان، كذلك هي مفيدة من الناحية السياسية، لدورها الفعال في هدم جدران الطائفية وخلق جو من المحبة والالفة والتسامح بين اعضاء الفريق الواحد بغض النظر عن القومية والدين والطائفة، اضافة لدورها في نشر ثقافة السلام ونبذ العنف بكل اشكاله، لان قوة الفريق تكمن في وحدته وتكاتفه وبالانسجام الكامل وتبادل الادوار وهذا ما يأتي بالفوز وليس التفرد والاحتكار، هذه السجايا الإيجابية ستنعكس على كل مناحي الحياة اليومية، ومباراة كرة القدم ولعبة الطائرة والسلة والتنس والمنضدة والساحة والميدان وغيرها من الفنون الرياضية في ملاعبنا الرسمية والشعبية خير دليل على ذلك.

اليوم نفتقد كثيرا المهرجانات الرياضية بشكل عام والنسوية بشكل خاص، حيث تغيب المئات لا بل الالاف من اليافعات الزاهيات عن سوح الرياضة وكراديس الاستعراض الرياضي.

اين نحن الان من المنافسات العربية والعالمية، واين هو دور المؤسسات التعليمية والجهات المسؤولة في وزارة التربية والتعليم من دعم هذه الحصة الدراسية، عن طريق توفير الساحات والقاعات الرياضية، وخلق اجواء نفسية مريحة لتشجيع الفتيات على حب مادة التربية الرياضية وممارستها وإلزام الكادر التعليمي باعتبارها مادة اساسية كالرياضيات والعلوم والتاريخ.

 ويفضل من الجهات المساندة لقطاع الرياضة ومنها وزارة الرياضة والشباب المساعدة في فتح الافاق للطاقات الشابة المنتجة للجمال الروحي والبدني للمساهمة في اعادة رسم صورة العراق الجديد محليا وعربيا وعالميا لترفع راية بلادنا  بأذرع بناتنا في الساحات الرياضية.

عرض مقالات: