1 ـــ نص ـــ بين الحين

حينما أرنو أليك

بين الحين والآخر وأنت تسرح أهدابك

أتذكر أنني فرشت عينيك دموع الحزن في صباك

مثلما كنت على السطح وحيداً

وأنا منْ يراقبُ من بعدٍ يديك

تلوح حمامة للعش رغبتها ولكن مَنْ رعاك؟

في الحين..  عندما أصفو أراني جاحد الفكرة عن الموعود بالحبِ

في الحين.. ماردٌ في اصطيادي الهائل المهزوز بالنبرة

لا تراني مثلما كنت أراك

لا تجافي مثل ما كنتُ أُجافيك غرور 

أتخيل حسي المفرط بالفطرة ذكاء لخداع المرهفين

وأجافي حينما تأتي مكسوراً ومهزوماً بلا عبرة

ولكني اصطفي في الجانب من روعي

 إذ رايتك في التصميمْ لا تعدل في المعني قيد خطوة 

وافزع منك صنديداً تراهن في اصطيادي

لا تكن صنديداً بل الرعديدْ تخاف الهجر وأنت مكسور الجناح

كما لا تكن في الرحمة بابٌ في رعاك..

ما زلت أعشو كي أخادع طبعك المدهون بالمسك وبالورد العفيف

فتغير الأخلاق في الدنيا طباع

والمال يرعى في الطباع مسالك الخلق بدعوى الطبقات

فإذا كنت مصراً انك الصافي كما كانت تقول قامة الأجداد

 فاعلمْ..  كانت الأسواق تعج بالجواري والعبيد

وكان القتل قانون الطغاة

وكان السبي حق ومتاعْ

ألا ترى اليوم ما كان عليه الأمس من محظور الصفات؟

في كل حين.. أنا اعرف أنت في أحسن حال مثلما أنت في أتعس حال

سوف تبقى خالد العزلة حتى منتهاك

أواه ما أقسى الضياع

أواه ما أقسى الطباع

أواه هذا العمر يجري في ثناياك سطوع

حين يكون السفر الموعود بالمقسوم رياء وخداع

وزهوا فارغاً في لغة المتاع

5 / 5 / 2019

 2 ــــ  حب التجلي

تجلتْ عيون المها شوقاً وحباً وجمال

                         وانتشى القلب تدلى غصن زيتونٍ دلال

وكانت عيون المها شدواً لمعبري

                             وفي خاطري ودا ووصلاً من وصال *                         

فتغاضى عـن حسودٍ همه زرع التجافي

                            فترفعْ في حنينٍ وقد عـــــــــاب ابتذال

وزاد الحب من قهر وحقٍ للتصافي

                             أي لؤمٍ ثــــــم غيظٍ  احتوى فيهِ احتمال

ويح قلبي مــــن وفيٍ وأمينٍ في الخصال

                        ويح دربٍ في طريق العشق يحتاج المحال

--

*عيون المها بين الرصافة والجسر ...

 جلبن الهوى من حيث ادري ولا ادري

                             للشاعر الكبير علي بن الجهم

4 / 5 / 2019

  3 ــــ  نص ـــ   رجاء تأمل

غاب عن عيني حبيبي

مثل شهباً مر خطفاً في الفضاء

كلما مرت ليالي من مقامٍ صار أعمق

" كنت لا اشتاق " إلا بالتمني همسه

مثل طيفٍ قد تحولْ لمس زئبق

غاب عني في انبهاري

بينما كان الدواء

أي بؤسٍ من شقائي مثل عقلٍ صار أحمق

فتخليت عني في اصطباري

عندما صار الرجاء

يا حبيبي أنسى همي

فهمومي عمقها عمق البلاء

ثم أزهرْ في خيالي

لحن صفصاف  البوادي قرب انهار الوفاء

2 / 5 / 2019

 4 ــــ  نص ـــ ماهرٌ ولدي المَصاب

حسبتك تأتي راكباً دراجة الحديد

لكنك انعزلتْ

أحسست أن لا جديد في نزوعك الجديد

وانك امتثلتْ

بعد سرعة التجديد

ثم فرحتْ

بالنبأ الجديد

لكنه الجديد في الخراب،

وإن ضحكتْ

ثم رسمتْ إشارة السعيد

بأنك الذي تسير بالوريد

مزغرداً عطوف

وراكباً موجة من جليدْ، في الجليد..

لكنما فشلتْ!

يا أسفاً دراجتي الحديد

تركتها للعبة الأولاد

راقبتها من البعيد للبعيد

وجدتها عليلة الأجزاء بالزنار *

فيا عزيزي باهرٌ تصدأتْ دراجتي الحزينةْ..

تجزأتْ من الوقوف

وأصبحتْ تراث من رثاء

توقفت نوتاتنا نحو العزوف

25 / 4 / 2019

* يُعرف مرض زنّار النار أيضاً بالحزام الناريّ،

   كما يُعرف بالهربس (بالإنجليزية )

  5 ــــ نص ـــ نجوى المساومة

إلى عبدو

أراني اليوم من فرحي شديد البأس والسلوى

نشيدي  من الأهلا من الأسفل للأدنى وللأعلى

كيف يجول الوقت في أدراج مكتبنا؟

وأهلاً يقال بلا حنين أو سلامة  سلوى

حصاناً يسابق وطرنا المعنى، أو لا معنى

أقول الوقت مملوكاً ومالك اسماً ليسقينا

يدخل كما تدخل في مسامات الهوى نسمةْ، تعذبنا، وتجرحنا، تُهَبطُ عزمنا فينا

وعلى أركان مكتبنا صوراً من الماضي تغازلنا جهراً وفي السرِ تنفينا

علا فيها تراب النار والقسوة

فَخُيّرنا ما بين أطراف من البلوى

فحلوها  مرٌ ومرها حلو المذاق بلا نغمة

فلا نجوى تقربنا، ولا نجوى تدربنا، ولا نجوانا سوى عتبٌ لأخذ السار منا،

 ولا نجوى لأخذ الثأر من برابرة البذرةْ

فيا عزيزي لا أهلاً ستفرحنا ولا تنفعْ إذا ما قيلت للسلوى

فساومنا مشاعرنا، ودققنا معانينا، وأرسلنا رسائلنا لما فينا،

 من حزنٍ ومن قهرِ ندى بحر مراوينا

بهلوسة النكوص خلف متاهة الحلم..

فيا عزيزي لا تهرب كاللص من دوائرنا

ويا عزيزي أي حلمٍ يراودنا بالسوط يجلدنا بلا تقوى

بأخٍ، أو أخت راضعةٍ، أو ابنٍ يطوف الحج بلا مأوى

ويدعو دعاء الوالدين لساناً أبلقاً مشدود باليأس وبالخوفِ

ويصلي في المسار أربعين حولا وفي الصباح لا يذكر اسامينا

أو حتى صديقٍ نصفه باقي يساومنا، ونصفه الرَحال لا يهبط من عليائه وقتاً

غريب الدار لا يدري بحاجتنا

سوى انتظار وتفسير الهوى نجمة

على بعدٍ نراقبها، وتراقب سرنا حينا

فلا عتب يفسر لنا التيه، وما ندرك من مآسينا

سوى شذرات من دمع الهوى المركون كالإبرة في مآقينا

21/ 4 / 2019

 6 ــــ  نص ... رقابة

وحق لي أنك تنصت في ذهول 

وبخفةٍ خلف الباب تنتظر الوثوب

فقلت لكْ : الطيف ينصت في لهفةٍ وفضول

لكي يرنا راكبين موجة الأفول

ويحسب النقاط والقنوط

بالشك باليقين بالهبوط

يزيد في غلوائه الوثوب

لكنما هيهات في غلوائه يموت

وأننا عراقةٌ في الصبر والمضي في الطريق  للفصول

عراقةٌ في منبع الأصول

وقلت لك: أنصت في قهرٍ إلى الغروب

سترى وجوهاً من رماد

10 / 3 / 2019

 

 

عرض مقالات: