فاجأني مساء اليوم .. مخلوق قادم من العوالم الأخرى !.. كان جميلا وبشوش !.. ذا طلعة بهية .. ووجه ملائكي وديع .. رقيقا ومبتسما وطفولي !.. لا يشبهنا بشيء !... ذكي صارم وفصيح اللسان !.. متمنطق وساحر في أسلوب حديثه !... يجعلك تصغي إليه وبعناية فائقة وبتبصر وانتباه ! .. ألقى التحية بكل وقار وحشمة وأدب !.. وبطريقة ملفتة ! ..
وعليكم السلام سيدي ! ..
هل لكَ حاجة اقضيها ؟ ..
قال .. هلا سمحتَ لي بمحاورتكَ في أمور تخص كوكبكم وحياتكم أنتم بني البشر ! ..
أو الحياة على كوكبكم بصورة عامة والبشر خاصة ؟ ..
بهذه الكلمات التي اسَرَتْني !... بل زادت من فضولي كي أعرف عن كنه هذا الكائن العجيب .
قلتَ لي كَوْكَبِكُم !.. حياتكم !.. عالمكم ! ..
قال بلا !..
فبادرته وأنت من أي العوالم سيدي ؟ ..
وهل عالمكم أكثر جمال وإنسانية ودماثة ورقي من عالمنا ؟ ....
فوقفت عند إنسانية !.. وقال أنا رسول عوالمنا تِلْكُم !.. إليكم كي أبلغكم رسالة !..
تحمل بين طياتها كل المحبة والسلام والتأخي والأمان والتعايش ! ..
ونحن نستشيط ألما وحزنا وتعاسة لما تعيشونه في كوكبكم ! ..
من موت ودمار وخراب وحروب ، وسباق للتسلح وتصنيع كل ما من شأنه تدمير كوكبكم وربما الكواكب الأخرى .
لم تفصح لي عن هويتكَ !.. ومن أي العوالم قادم ؟ ..
هذا ليس مهم أيها الإنسان !
أجابني بكل كياسة ورزانة وتهذيب !..
أنا رسول .. وما على الرسول إلا البلاغ !
تفضل زائرنا البهي واجلس ، لنقوم على ضيافتكَ والترحيب بمقدمكم من العوالم الأخرى ! ..
قال نحن لا نأكل بعضنا ! ..
ولا نقتل من يختلف معنا في الرأي !..
ولا نسعى لتدمير كواكبنا وعوالمنا !..
بل العكس نحمي كل الكائنات التي تعيش معنا وليس فقط أبناء جنسنا !..
ونحب كل المخلوقات بما فيها أنتم !... فلا تتعجب أو تستغرب من حديثي هذا أيها الإنسان !.
أثنى علي !.. وبادرني !.. ممتن لسعة صدرك ...... وحسن استقبالك وجميل معشرك ولطفك ..
سأل وبكل هدوء ورباطة جأش ومودة !..
ومن دون استعلاء أو تمييز ولا ازدراء !
لماذا أنتم تقتلون بعضكم منذ سنوات ؟ ...
وتزهقون الزرع والضرع والنسل ؟ ..
وقد حَبَتْكُم الطبيعة البكر بخيراتها ؟ ..
لماذا تستخدمون معتقداتكم وما تؤمنون به من أديان ومعارف وثقافات وقيم ، لتدمير كل شئ فيه حياة ؟ .. وتكادون تأكلون بعضكم أحياء وأموات ؟ ...
ما هذه الكراهية المفرطة لأبناء جنسكم وجلدتكم ؟ ...
بالوقت الذي كنتم متعايشين ومتحابين متكافلين ؟ ..
لماذا افتريتم على دينكم وحولوه الى كابوس ، يقض مضاجعكم ويشوه تأريخكم ويمسخ حضارتكم ؟ ..
هل تفقهون الذي تفعلوه بأنفسكم ؟
هل استعصى عليكم الحل ؟.. وهو بَيْنٌ وواضح وجلي ! ..
لماذا لا ترعون ضمائركم ونواميسكم وقيمكم ؟ .. وتعودون الى منطق العقل والتبصر والحكمة وفلسفة التعايش ؟
كيف ؟ ..
سألته ؟ ...
قال قَرَأْتُ قبل أيام ومن سبقك أو من لحقك ّ عن الدولة ( العلمانية الديمقراطية ) التي تمثل باكورة ألرأى السديد والقادر على إيقاف مسلسل الموت والخراب في بلدان كثيرة ومنها بلد السواد !... بلدكم ! ...
قُلْتُ لَمْ تتمكن قوى شعبنا من رفع وعي السواد الأعظم من الناس كي تتم عملية التغيير ! ...
قال يا سيدي ... استعينوا بمن خَرًبَ بلدكم وأشاع الفوضى والموت والخراب والشقاق فيه ! ...
الحل والربط بيد هؤلاء الجبابرة [ الغرب والولايات المتحدة الأمريكية من جانب ، ومن الجانب الأخر روسيا ودول البريك وحلفائهم ] !!..
فبيدهم العصى السحرية لإيقاف الموت ، في ليبيا والعراق وسوريا واليمن والصومال وأفغانستان ومصر ومناطق أخرى ، من خلال اجبار من بيدهم السلطة من الطائفيين والعنصريين وتجار المال والسماسرة وهواة السياسة !..
لإرساء دعائم الدولة العلمانية الديمقراطية ، دولة المواطنة وقبول الأخر !....
هذا لا يمكن أن يتم إلا من خلال استخدام كل الوسائل المتاحة لدى شعوبكم للضغط على هذه القوى العالمية المتجبرة ، والمنظمات الدولية لإيقاف الموت المجاني ، الذي تعيشه هذه الشعوب منذ سنوات !
كل شيء غير هذه الدولة العتيدة وركائزها الأساسية ، يعني مزيد من الغوص في وحل الظلام والموت والخراب والتفتت والتمزق ! ...
أم إنكم بحاجة الى هذا الدمار والموت ؟ ...
فهو يساهم في التقليل من أعداد السكان الذي يتضاعف سنويا ؟ ...
فتستمر أنهار الدماء تجري بحجته وتحت يافطته ؟
نهض من دون أي إشعار ... وقال !...
أملي وأمل من بعثني من العوالم الأخرى ، أن تعوا رسالتنا هذه ، وتتوجهوا لشعوبكم !..
بأن يصحوا من سباتهم !...
ليستنهضوا البشرية جمعاء من خلال رفع صوت المطالبة والمناشدة ، للقوى العظمى التي هي من أشعلت هذه الحروب !.. وهي من يزيد بسعيرها واستمرارها في منطقتنا !
ونحن بدورنا نناشد كل شعوب العالم ، بالتوجه الى الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها ، والى روسيا وحلفائها ، والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والمدافعين عن الحياة على كوكبنا !
بأن تسعى وبشكل حثيث للتصدي لكل الأنظمة التي تقمع شعوبها ، وتصادر حريتها وتبتز وتسلب كرامتها !، وتصادر حقهم في الحياة والعيش الرغيد !
على هذه الدول الكبرى أن تتحدْ ، لتزيل الحيف والظلم الذي لحق بهذه الشعوب ، وتعيد لها الأمن والأمان والسلام والرخاء ، بعد سنين عجاف مروعات !...
فهذه الدول تتحمل المسؤولية الأدبية والأخلاقية والقانونية ، كونها هي من تسبب في كل هذه المصائب والكوارث !...
وهي من ساعد وما زالت تساعد قوى الإسلام السياسي في تربعه على دست الحكم ، والحاق الدمار بهذه البلدان وشعوبها المقهورة !
ولا شك بأن السلام والأمن والرخاء في هذه البلدان ، سيعود بالخير والفائدة والنماء على الدول الكبرى التي تتحكم باقتصاديات العالم ، وهذه الدول وشعوبها من العالم الثالث ، هي إحدى روافد السوق لبضائعها ومنتجاتها .
فتَقَدُمْ هذه الدول ونمائها سيؤثر إيجابا على الاقتصاد العالمي ونموه !
وهذا لن يتم من خلال دولة الإسلام السياسي بتاتا !..
بل العكس سيزيد الأمور تدهورا وتعقيدا وسوء !
الدولة الديمقراطية العلمانية هي الضامن للسلم والأمن الدوليين !..
وهي التي تساهم في تنشيط عجلة النمو للاقتصاد العالمي باعتبار أن الأمن ملازم للنمو الاقتصادي والعكس صحيح .
وسيساهم في استقرار ونماء منطقة الشرق الأوسط برمته ، والحد من حدة التوتر ، والتسابق في التسلح ويزيد من حدة الصراع وتعدد المحاور ، والذي سيأدي الى عدم الاستقرار ، ونمو الحركات المتطرفة والارهابية والظلامية ، في أرجاء المعمورة بما في ذلك العالم الغربي ، وهذا لا يصب في صالح الدول الرأسمالية واستقرارها ، وبالضد من السلام والتعايش والنماء على كرتنا الأرضية .