يصادف الرابع عشر من شهر شباط الحزين من كل عام يوم اعتلاء الشهيد فهد مؤسس حزبنا الشيوعي العراقي ورفاقه المشانق مضحين بارواحهم الطاهرة من اجل وطن حر وشعب سعيد ومن اجل ان يستمر هذا الكيان الجبار رغم كل الصعاب في الحياة من اجل الجماهير الكادحة والفقراء، وتوالت الحكومات الرجعية والفاشية على نفس نهج الحكم الاستعماري الملكي بسجن وقتل الشيوعيين بسبب افكارهم والتي دخلت الى معظم بيوت الشعب رافضين الخضوع للجلادين ومن يقف وراءهم تاركين عوائلهم وفلذات اكبادهم واستمر حزبنا الشيوعي في الحياة رغم جسامة التضحيات بقادته وكوادره واعضائه الابطال.

رفاق عرفتهم

من الشهداء الابرار الذين تعرفت عليهم في الخارج الشهيد د. صباح الدرّة حيث كان يمثل شبيبة العراق في اتحاد الشبيبة  الديمقراطي العالمي، كان دمث الاخلاق  محبوبا من كل رفاقه التقيته عندما كنت طالبا في الجامعة  لعدة مرات، وآخر مرة كانت عندما جاء في زيارة الى بودابست لقضاء شهر العسل لفترة قصيرة وفي اثناء الهجمة الشرسة ضد حزبنا من قبل حزب البعث الفاشي في 1979 حيث كنت في العراق وصلت الاخبار التي تناقلها الرفاق ان اجهزة البعث الاجرامية القت القبض عليه في سيارته الخاصة مع  د. صفاء الحافظ وبعدها وصلت اخبار استشهادهم على ايدي جلاوزة البعث الفاشي بسبب مواقفهم البطولية.

وشهيد آخر عملت معه لفترة غير قصيرة في الخارج اثناء فترة الدراسة الجامعية الشهيد البطل يوسف الخطيب، حيث كنت اعرفه عن قُرب بحكم عملي معه. كان قد سافر الى الكويت قبل التحاقة بالجامعة ليمثل اتحاد الطلبة في مؤتمر طلابي هناك وقد اخذت الصور التذكارية من قبل احد الصحفيين على ان لا تنشر لكن الاخير نشرها واصبح الشهيد مطلوبا للسلطات العراقية في بداية حكم البعث، ولذلك ارسله الحزب للدراسة الى الخارج. كان الشهيد ذو مزاج رائع على العموم لا يحمل حقداً على احد في الحياة اليومية ولكنه في العمل الحزبي كان حاداً نوعا ما لكنه وبعد كل اجتماع ينسى اي خلاف. تزوج ورزق بطفل سماه بسيم، في اوج حملة البعث الفاشي على الحزب في عام 1979 ارسله الحزب بمهمة الى الداخل، لكنه وقع في فخ المخابرات في احد البيوت وبعدها تواردت انباء متضاربة عنه لكن في النهاية وصل خبر استشهاده البطولي في اقبية مخابرات النظام الفاشي حيث ترك زوجته السيدة خالدة وطفله الرضيع في اشهره السبعة الاولى ودون ان تعلم زوجته الى اين هو متجه عندما سافر وتركهم. ما زالت ضحكاته ترن في أُذني عندما اتذكره. مازالت علاقة عائلتي بام بسيم الشهمة والرائعة مستمرة والتي تحمل كل الطيبة وقد بقت من اجل ولدها الوحيد بسيم لتربيه التربية الصالحة ولبسيم ولد جميل. وقد وضع بسيم صورة ابيه الذي لم يلتقه على ذراعه الايسر لتبقى الذكرى الوحيدة له من ابيه.. استشهد ابا بسيم ولم يهاب الموت وبقيت السيدة ام بسيم محتفظة بذكراه ومخلصة له.. لروحه السلام.

عرض مقالات: