مثلما هي بقية قطاعات المجتمع العراقي نجد القطاع الرياضي عانى ويعاني من مشاكل واخطاء وتقاطعات وخلافات كانت تحت السطح في المرحلة السابقة وقد برزت واستفحلت وكبرت في المرحلة الجديدة اي ما بعد 2003 مما وضع الرياضة في واقع محزن وبائس واشتدت الخلافات والصراعات والمشاكل وتحولت مؤسسات الرياضة الى مقاطعات لهذا او ذاك فالأندية صارت حقوقا مكتسبة لعوائل وعشائر وحقوقا لأحزاب وكتل متنفذة وتضخم عدد الاندية من 85 قبل عام 2003 الى 400 نادي بعده ! وتقاسم المتنفذون الاندية وانعكس هذا التقسيم على الاتحادات الرياضية حيث نجح الكثير في ابعاد الكفاءات والاختصاصات والخبرات المعنية في هذا النشاط الاتحادي او ذاك ! وتمت الصفقة بالأولمبية حيث استطاع الطارئون وانصاف الرياضيين ( والمتنفذون ) في المجتمع من فرض انفسهم واراداتهم وسطوتهم على المؤسسات الرياضية وهنا حصلت ( الكارثة ) لان الاقوياء القادمين بلا قدرات رياضية ولا كفاءات مهنية لكنهم وصلوا بالتنسيق وشراء الذمم والتواطؤ والتخويف و ( المحاصصة ) . هنا ضاعت الرياضة وفقدت بوصلتها وغاب رجالها وتراجعت نتائجها وذهب خيرها ! وصرنا نبكي على الاطلال ونتأسف على الماضي وكيف كنا وكيف أصبحنا. هذه خلاصة اللوحة الرياضية المشوهة والبائسة وعلى هذا الاساس انتخى رهط من ابناء الرياضة وخبرائها رجالا ونساء ممن عرفوا بإخلاصهم ووفائهم من الاكاديميين والابطال والخبراء ورجال الاعلام المعنيين بالشأن الرياضي وعقدوا سلسلة من اللقاءات والاجتماعات الجدية للبحث في إصلاح وتغيير الواقع الرياضي والانتقال بهذا الواقع الى حال جديد. مبتدئين بمناقشة منهج الرياضة وفلسفتها وآليات العمل فيها وقيادتها خلال اكثر من عقد ونصف من الزمن عاشتها رياضتنا تحت ظلال التخلف والتراجع والاخفاق وفقدان الانجازات وتناحر في العلاقات و (تآمر) في الانتخابات وسعي الى المكاسب بتفاصيلها المادية والمعنوية ! مع التأكيد على تحول الرياضة الى ( طوبة فقط ) ودعمها وتقديم كل شيء لها ونسيان بقية الالعاب ودورها وتاريخها مما شوه الرياضة وافقدها دورها وبريقها ولعل مشاركاتنا في المسابقات العربية والقارية شاهد واضح على ذلك . وبسبب هذا الحال تعثر الواقع الرياضي العراقي ومؤسساته وغابت القوانين التي تحكم هذه المؤسسات الرياضية مما فتح المجال واسعا وكبيرا للجهلة والمتلاعبين وانصاف الرياضيين والانتهازيين وقناصي الفرص للظهور في الميدان الرياضي مع غياب وابعاد قسري للاكاديميين والكفاءات وذوي الاختصاص مع تغييب متعمد للمبادئ والاهداف التي تحكم الرياضة العراقية وترتقي بها مع غياب الثقافة الرياضية وانعدام دورها في المجتمع الامر الذي تسبب في فشل الدورات الانتخابية في اختيار الاحسن والافضل وتسلق الكثير من الفاشلين ومحدودي الامكانيات لقيادة المؤسسات الرياضية .
إذا ما هو المطلوب اليوم واين الحل؟ ونحن على ابواب انتخابات اولمبية ستجري بعد أيام. نقول لأحبتنا في اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية ان المؤسسات الرياضية جميعا اندية واتحادات واولمبية تعاني من فراغ قانوني وان الانتخابات التي اقيمت خلال الفترة القريبة الماضية لم تكن اصولية ولم تكن قانونية وحصل فيها الكثير جدا من الخروق والاعتراضات بسبب غياب القوانين وعدم الالتزام بالموجود. عليه نقترح تأجيل الانتخابات المزمع اجراؤها في 16 شباط المقبل لعدة شهور الى حين تشريع قانون جديد ومناسب للمرحلة للأندية والاتحادات الرياضية واللجنة الاولمبية حيث يتم ترشيح ممثلي الاندية الى الاتحادات ثم ممثلي الاتحادات الى الاولمبية عندها سنصل وبشكل مدروس وسليم الى اختيارات مرشحي الاولمبية ممن تنطبق عليهم الشروط والمواصفات عندها سنبدأ مرحلة جديدة نحقق للرياضة وللوطن مسارا سليما وصحيحا لنسير برياضتنا نحو غدها المشرق .. ولنا عودة

عرض مقالات: