ازمة البصرة التي وصلت الى ذروة الاحتجاج في التظاهرات الهادرة ليست جديدة ، ولم تكن بنت اليوم ، بل حذرت اطراف عديدة من وقوعها ، وليس من الغرابة ان تتعرض البصرة الى مثل هذه الازمات التي قصمت ظهر المواطن البصري ، وهي صورة لما سيكون عليه الوضع العراقي بشكل عام ما دام الفساد الاداري والمالي وشراء الذمم يميز الواقع السياسي العراقي من قمة رأسه الى اخمص قدمه .

من بين الاقتراحات المضحكة لمعالجة ازمة البصرة هي تخصيص حفنة دنانير لا تسد رمق سكان زقاق واحد من ازقة سوق الهنود في المدينة .

واقتراح توفير الماء الصالح للشرب والاستخدام فورا ، وكأن العطاشى بضعة افراد في فندق على العشار وقد انقطع عنهم الماء فجأة يوم امس .

ان ازمة البصرة هي ازمة خانقة شاملة ضربت المدينة بالصميم ، فالبنى التحتية لاسالة الماء مهترئه ، ومشاريع الكهرباء غارقة في الفساد والموانئ خاضعة للمحاصصة والابتزاز والنهب  والخراب في البصرة اصبح عاهة دائمة ستلازم البصرة مادامت هذه العقليات البالية تتحكم بمقدرات البلد والعملية السياسية .

الجهل والاعتماد على اصحاب الشهادات المزورة في الوظائف ، ونشر الامية بين الناس وتعميم الخرافات ليعتاش عليها رجال الدين الاميين ، لن تنتج مجتمعا يعرف طريق التقدم والعمل والنجاح  ، فكيف بالامر اذا زاد على ذلك الفساد المالي الذي اصبح ملازما للادارة في جميع مفاصل الدولة .

ان انتفاضة البصرة هي انتفاضة حقيقية على الظلم والفساد والتخلف رغم دخول عناصر لها اهداف مشبوهة من اجل حرف مسيرة الانتفاضة ، ولن تستطيع هذه الحكومة القائمة - حكومة العبادي - ولا الحكومة التي سيشكلها مجلس النواب القادم على حل أية مشكلة لا في البصرة ولا في المدن العراقية الاخرى مادامت  حكومات كارتونية فاسدة مـبنـية على نفس الاسس في المحاصصة ومن نفس الاحزاب التي ساهمت بتخريب العملية السياسية منذ سقوط العصابة الصدامية .

ولا بد من الاشارة الى ان مدنا اخرى ستسير على غرار نهج  البصرة ولن ننسى ان مدينة بغداد كانت اول مدينة شهدت مسيرات احتجاج كبيرة على الفساد قبل سنوات ، وان كانت سكنت اليوم فالنار تحت  الرماد وسوف تعصف بالفساد والفاسدين حال اشتعال شرارة الغضب لاي سبب طارئ .

وقد اعذر من انذر

عرض مقالات: