فضت التطورات المتسارعة التي شهدتها سوريا، إلى انهيار كلي لنظام الحكم بعد سيطرة قوى المعارضة والفصائل المسلحة على العاصمة دمشق.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المنطقة حروباً وصراعات، تلقي بظلالها الثقيلة على كافة البلدان والشعوب، ومفتوحة على مختلف الاحتمالات وقد ينذر بعضها بمخاطر تمتد إلى المستقبل.
وإذا كان لا يمكن الزعم أن التغيير الذي حصل في سوريا كان بمعزل عن تدخلات خارجية وأجندات قوى إقليمية وعالمية، فأن ذلك يعني أن سوريا ليست بمأمن بعد، خاصة مع وجود قوى التطرف والإرهاب، وأطماع ومصالح دول مجاورة لها، ومخططات إسرائيل العدوانية والتوسعية والتي كشفت عنها باحتلال المنطقة العازلة وشن غارات على مواقع في الداخل السوري.
إن حزبنا الشيوعي العراقي، يؤكد احترامه لحق الشعب السوري الشقيق في تقرير شؤونه وخياراته الحرّة، كما يشدد على أهمية أن تعمل كافة الأطراف والقوى السياسية السورية، على تجنيب البلد المزيد من الفوضى والصراعات الدموية، وتحقيق الأمن والاستقرار وتأمين عودة المهجرين، وإرساء دعائم نظام حكم ديمقراطي تعددي أساسه المواطنة ودولة القانون والعدالة الاجتماعية، عبر اعتماد نهج الحوار الوطني الشامل وتنفيذ بنود قرار مجلس الأمن رقم 2254.
كما يتوجب على كافة القوى والدول احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقلالها، وأن تعمل الأطراف الإقليمية والدولية والأمم المتحدة على ضمان ذلك، وان تلزم الكيان الصهيوني باحترام اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1974 وبوقف اعتداءاته المتكررة على سوريا ومدنها.
إن الشعب السوري بعد سنوات من المعاناة والمآسي والقهر، تواق إلى بناء وطن ينعم فيه بالحرية والكرامة والسلام، وطن يسود فيه القانون العادل.
المكتب السياسي
للحزب الشيوعي العراقي
9-12-2024