تحل الاحد المقبل الذكرى الرابعة لتوهج شرارة انتفاضة تشرين 2019، التي قدم فيها المنتفضون دروساً بليغة في التضحية على طريق تحقيق التغيير الشامل، فيما لم تدرك قوى المحاصصة والفساد حتى الآن ان اوضاع ما بعد تشرين ليست كما كانت قبلها.
وقد رفع المساهمون والداعمون أيام الانتفاضة شعارات سياسية عكست المواقف والمطالب الملحة لغالبية العراقيين، في رفض منظومة المحاصصة والفساد والمطالبة بوطن خال من الفساد والسلاح المنفلت، وفيه تحترم الحريات وتصان الحقوق ويتمتع المواطنون بالعدالة الاجتماعية.
وأفرزت الانتفاضة دروسا مهمة في الثبات والصمود والتحدي، ومقاومة قمع السلطات والجهات المتنفذة.
وفيما حققت الانتفاضة الكثير من اهدافها السياسية، اصطدمت بالترهيب والتخوين من جانب القوى المتنفذة والفاسدة، وما زال بعض هذه يفتري عليها حتى اليوم، مزيفا الحقائق ومشوها اهداف المنتفضين ومسيئا اليهم.
من جانب آخر لم يتم حتى الان الكشف عن القتلة وداعميهم، الذين تسببوا سوية في هدر دماء المنتفضين الزكية، ولا انصاف الضحايا وتأمين حقوق عوائلهم، وبقى الجرحى يئنون ويعانون حتى اليوم.
ولا شك في أن الانتفاضة زعزعت منظومة المحاصصة المدججة بالسلاح وبماكنة القمع كلها، وأطلقت الرعب والهلع في نفوس المتنفذين، الذين لم يفيقوا بعد من زلزالها المدوي وارتداته التي تتفاعل في المجتمع.
لقد عكست الانتفاضة، تلك الوثبة الوطنية الشعبية الشبابية الجماهيرية العارمة، تطلع غالبية العراقيين، وجسدت ارادتهم، فاستحقت موقعها الطبيعي بين اكبر مآثر شعبنا في تاريخه الحديث.
وان انتفاضة بتلك الرسالة الوطنية الواضحة، وتلك الدعوة الى المواطنة الجامعة العابرة للطوائف والتخندقات الفرعية والمناطقية، لتستحق ان تُحيا ذكراها، ويُمجد شهداؤها، ويُطالب بانصاف عوائل شهدائها، وبتقديم قتلتهم الى القضاء العادل.
من الانتفاضة نستمد العبر والدروس، ونواصل المسير حتى تحقيق كامل اهدافها في التغيير الشامل ودحر منظومة المحاصصة والفساد، وبناء دولة المؤسسات والقانون والمواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية.
المجد لانتفاضة تشرين ولشهدائها الابرار