يخوض الحزب الشيوعي العراقي ومنظماته ورفاقه وجماهيره، بالتعاون مع الأحزاب السياسية المدنية والديمقراطية ومع حراكات تشرينية، نضالا متواصلا من اجل التغيير الشامل في العراق، ولبناء دولة مدينة ديمقراطية تحقق العدالة الاجتماعية وتعمل على تطوير الاقتصاد وتنويعه، وتنمّي الإمكانات الوطنية وتحترم حقوق الانسان وتعزز مشاركة المرأة وتوفر التعليم والصحة والسكن المناسب لكل المواطنين، وتحمي حقوق الأقليات والعراقيين جميعا.

وقد شهد العراق غداة انعقاد المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب (تشرين الثاني ٢٠٢١)، أحداثاً وتطورات هامة تركت تأثيراتها العميقة على المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والأمني، ولا تزال تداعياتها تتفاعل وتؤثر في مسار الصراع المتواصل والمحتدم على خيارات المستقبل: على شكل ومحتوى الدولة، وعلى منهج الحكم ونمط التفكير، وعلى ملامح البديل السياسي والاقتصادي – الاجتماعي لنظام الحكم القائم على المحاصصة الطائفية - الاثنية في الإدارة، وفي بناء مؤسسات الدولة وتغليب الهويات الفرعية على المواطنة العراقية الجامعة.

وكان التراجع السياسي وتداعيات الأزمة البنوية الشاملة، قد ادى إلى انطلاق أشكال متنوعة من الاحتجاج والتظاهر. ومع استمرار تفشي الفساد، وتعمق الهوة بين الأغنياء والفقراء وغياب العدالة الاجتماعية، وتراكم الفعل الاحتجاجي لسنوات طويلة، تفجّرت في تشرين الأول 2019 انتفاضة شعبية عارمة، لم يشهد العراق مثيلاً لها في تاريخه الحديث، وتصدرتها أعداد كبيرة من المواطنين الشباب.

ومنذ تلك الانتفاضة الكبيرة، والقوى السياسية المتنفذة تعجز عن توفير مخرج لهذه الأزمات، نظرا الى طبيعة هذه القوى ذاتها وسعيها للبقاء في الحكم، خوفاً من إخضاعها للمحاسبة القانونية، ومن اجل الحفاظ على مصالحها ونفوذها. لذلك يستمر الصراع والإنسداد السياسي، ويبقى تعويل القوى المدنية الديمقراطية على النهوض الجماهيري الشعبي، للخروج من المأزق ولفرض إرادة الشعب المتطلع الى التغيير.

ومن هنا فاننا في الحزب الشيوعي العراقي وفي خيمة جريدته المركزية "طريق الشعب" نتطلع الى تضامن جميع المساهمين في مهرجان اللومانتيه وزواره، مع شعبنا العراقي في نضاله ضد منظومة المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت، المتحكمة بالبلاد.

وان حزبنا يواصل النضال مع بقية شعوب العالم وقواها الحية والفاعلة ضد الامبريالية والنيوليبرالية والفاشية والعسكرة والحروب، ومن أجل السلام ونزع السلاح، وضد الاستغلال الرأسمالي، وفي سبيل التقدم الاجتماعي. فحزبنا جزء لا يتجزأ من الحركة العالمية المتطلعة الى غد افضل لشعوب العالم، والعاملة من اجل ذلك.

ويجدد حزبنا الشيوعي العراقي تضامنه مع نضال الشعوب وقواها الوطنية والديمقراطية واليسارية والشيوعية في العالم، من أجل حق شعوبها في تقرير مصيرها بإرادتها الحرة، وفي سبيل انتصار قيم الديمقراطية والعدالة، وبناء علاقات متكافئة وتوطيد السلم والأمن الدوليين.

الحزب الشيوعي العراقي

أيلول 2022