عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي يومي 2 و3 حزيران 2022 في بغداد اجتماعها الاعتيادي الكامل، والذي سبقه انعقاد المجلس الاستشاري الموسع للحزب، والتئام اجتماع سكرتاريي منظمات الحزب خارج الوطن.

بدأ اجتماع اللجنة المركزية أعماله بالوقوف دقيقة صمت تكريما للرفاق والأصدقاء الذين رحلوا عنا خلال الفترة الماضية، وبينهم الشاعر والمناضل الكبير رفيق الدرب مظفر النواب، مشيدا بما اجترحوا من مآثر وقدموا من تضحيات جسام. 

تدارس المجتمعون تقارير ضافية عن عمل الحزب وأداء هيئاته القيادية ولجان الاختصاص ومحليات الحزب ومنظماته في داخل الوطن وخارجه.

وقيّم الاجتماع عاليا ما تحقق خلال الفترة الماضية، وأولى اهتماما كبيرا لتحسين العمل القيادي والارتقاء به على مختلف المستويات، والتوجه المبرمج والمخطط لمعالجة ما يظهر من الثغرات والنواقص، وتكثيف العمل لبناء منظمات حزبية فاعلة ومتماسكة، ولصيقة بالجماهير وهمومها، ومؤهلة للدفاع عن مصالحها وحقوقها.

وجددت اللجنة المركزية تأكيد انحياز الحزب التام، إلى قضايا الشعب وتطلعاته في حياة حرة كريمة، وفي ظل دولة مدنية ديمقراطية.

وفي هذا السياق اتخذ الاجتماع قرارا بشأن الحراك الاحتجاجي والمطلبي، ودعوة قوى الحراك على اختلاف عناوينها وتشكيلاتها، إلى الارتقاء بمستوى التعاون والتنسيق فيما بينها، وصولا، إلى صيغ اكثر تقدما للعمل المشترك وبلورة رؤى مشتركة حول أولويات الحراك ومطالبه وأهدافه، ومد جسور التواصل والعمل المشترك مع قوى التغيير التي تتقاسم مع قوى الحراك المشتركات والرؤى. وجدد الحزب موقفه الداعم والمشارك والمتضامن مع الحراك المطلبي للمحاضرين، وللفلاحين وذوي العقود، وللمحتجين على سوء الخدمات العامة وارتفاع الأسعار وتردي تجهيز الكهرباء.

وتوقف الحضور عند تنفيذ النداءات الصادرة عن المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب، واتخذوا قرارا بالمضي قدما نحو مزيد من الانجاز، معتبرين ذلك مهمة الحزب وقيادته ومنظماته ورفيقاته ورفاقه كافة.

ودرست اللجنة المركزية تقريرا مفصلا عن الوضع الإداري والمالي للحزب، وأكدت ضرورة بذل الجهود واطلاق مختلف المبادرات والفعاليات لدعم مالية الحزب. وفي هذا الشأن جرى تثمين المساهمات والتبرعات السخية للرفاق والأصدقاء والمواطنين دعما لحملة الحزب الوطنية الرامية، إلى بناء مقره المركزي في بغداد. وإذ جرى التنويه بأهمية ما تحقق، أشار الاجتماع، إلى ضرورة مواصلة الحملة وتعزيزها، وصولا، إلى بناء بيت الشيوعيين.. بيت الشعب.

 وانطلاقا من السياسة العامة التي رسمها المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب، درس اجتماع اللجنة المركزية وأقرّ تقريرا سياسا (سينشر لاحقا) عن التطورات الجارية ومآلاتها، وتوصل، إلى أن بلادنا تشهد متغيرات واحداثا كبيرة تجعلها امام تحديات جسيمة. واشارت مداولات الاجتماع، إلى ان مسار الصراع المتواصل والمحتدم يذهب ابعد من اللحظة الراهنة، وان له صلة وثيقة بخيارات المستقبل والصراع على شكل ومحتوى الدولة، وان حالة الانسداد الراهنة ما هي الا تعبير عن ازمة منظومة المحاصصة الطائفية - الاثنية ونهجها الفاشل والولّاد للازمات.

ومن أجل احترام الدستور ووقف الخروقات التي يتعرض لها، يتوجب تفعيل كافة الآليات القانونية، بالتزامن مع اشكال أخرى من الضغط الشعبي المطلوبة لوقف حالة التدهور وتجنب الاحتمالات السيئة، وتدشين مرحلة جديدة وفرض السير على طريق الإصلاح الجدي والتغيير الشامل.

وشدد الاجتماع على أهمية ايجاد مخارج دستورية وسلمية للأزمة، وانه في ظل حالة الانسداد الراهنة وتشبث القوى المتنفذة بمواقفها، فان الانتخابات المبكرة يمكن ان تكون مخرجا ديمقراطيا دستوريا للازمة، يُجنّب البلاد حالة الفوضى والاحتمالات السيئة. وهذا يفترض ان تجري الانتخابات على وفق منظومة انتخابية عادلة، وبضمنها قانون منصف وديمقراطي حقا، وان تكون معبرة عن إرادة الجماهير العراقية وتطلعها، إلى التغيير.

وبيّن الاجتماع أن المواطنين، وهم يرون حجم الثروات التي تنتجها بلادهم من دون أن ينعكس تدفق وارداتها على واقع معيشتهم والخدمات العامة المقدمة لهم، وفي استثمارها لتحقيق تنمية حقيقية، فانهم لن يسكتوا وينتظروا طويلا، لاسيما وقد بات واضحا لهم أن تحسن أوضاعهم المعيشية وتنمية وتقدم بلادهم، يحول دونها الفساد والفاسدون والمرتشون والفاشلون المنتشرون في مفاصل الدولة، والدعم والاسناد من جانب منظومة المحاصصة والفساد، ومن قبل السلاح المنفلت.  

واكدت اللجنة المركزية وجهة الحزب بشأن مشروع التغيير الشامل الذي اقره المؤتمر الحادي عشر، باعتباره مشروعا لخلاص أبناء الشعب من منظومة الأقلية الحاكمة وسياساتها ونهجها الفاشلين وشخوصها، ومن التدخلات الخارجية. وان تحقيق هذا المشروع الكبير يتطلب من الشيوعيين، ومن التيار الديمقراطي، ومن القوى المدنية والديمقراطية كافة والحراك التشريني وسائر القوى العاملة من أجل التغيير، الارتقاء، إلى مستوى التحديات والعمل المثابر لإقامة أوسع اصطفاف للقوى التي تنشد انقاذ العراق من ازماته المستفحلة، ودحر منظومة الأقلية الحاكمة، والسير على طريق التغيير الشامل وبناء دولة المواطنة والمؤسسات والحريات والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية.

وناقش الاجتماع التطورات على الصعيد الدولي، وفي المنطقة، وجدد تضامنه مع الشعب الفلسطيني في تصديه لاعتداءات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، وفي نيل حقوقه المشروعة وحقه الطبيعي في إقامة دولته الوطنية المستقلة على ارضه وعاصمتها القدس.

كما جدد الاجتماع تضامن ودعم الحزب الشيوعي العراقي للحزب الشيوعي والوطنيين والديمقراطيين، وقوى التغيير والثورة في السودان، مؤكدا وقوفه الدائم مع شعب السودان وقواه الوطنية من أجل بديل مدني ديمقراطي، وحكم يمثل إرادة الشعب في السلام والديمقراطية الحقة والحياة الحرة الكريمة.

واعلن الاجتماع ضم صوت الحزب، إلى أصوات القوى المحبة للسلام التي ارتفعت في أرجاء العالم المنددة بالحرب الروسية – الأوكرانية والمطالبة بوقفها فورا، والعودة، إلى طاولة الحوار والمفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة، وبدء حوار جاد وصولا، إلى تفاهمات تضمن مصالح جميع الأطراف وتطمّن السكان المدنيين وحق الشعوب جميعا في العيش بأمان وسلام، بعيدا عن الحروب وشرورها.