عقد المكتبان السياسيان للحزبين الشيوعي العراقي والشيوعي الكردستاني اجتماعاً مشتركاً في 17 شباط 2022 بحثا فيه آخر المستجدات السياسية والعلاقة بين الحزبين، بعد انتهاء اعمال مؤتمريهما، وآليات تنفيذ القرارات والتوصيات الصادرة عنهما.

وتوقف الاجتماع عند مستجدات الوضع السياسي، مؤكدا استمرار حالة الاستعصاء السياسي في تشكيل الحكومة وعقد جلسة مجلس النواب الخاصة بانتخاب رئيس الجمهورية، إذ جرى التجاوز على المدد الدستورية، بحجج غير مقبولة، فيما يجري العمل حثيثا على إعادة انتاج المنظومة السابقة للحكم بذات النهج الذي خرجت الجماهير ضده في انتفاضة تشرين، وما عبرت عنه المقاطعة والعزوف الواسعان للانتخابات التي جرت في تشرين الأول 2021.

وأكد الحزبان حرصهما على العمل المشترك مع القوى المدنية والديمقراطية وقوى الاحتجاج الاجتماعي الداعية الى التغيير، وإقامة دولة  المواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية.

وتطرق الجانبان الى حالة التذمر والاستياء الشعبي الواسعين، جراء استمرار نهج المحاصصة وتشبث البعض به، وتفاقم معاناة المواطنين، مشددان على أهمية حشد القوى والاصطفافات السياسية والشعبية للخلاص من نهج المحاصصة وولوج طريق التغيير الشامل المنشود.

وأشار المجتمعون الى استمرار عدم الاستجابة لمطالب الناس المشروعة في توفير العيش الكريم وتحقيق قدر من العدالة الاجتماعية، واستمرار ارتفاع مؤشرات البطالة والفقر وتدهور الأوضاع الاقتصادية والخدمية، مؤكدين دعم  الحزبين للمطالب المشروعة للمتظاهرين والمحتجين السلميين في الإقليم وعموم محافظات العراق.

وعدّ الحزبان الصراع الجاري بين القوى المتنفذة، انعكاساً لحالة الرفض الشعبي الواسع لاسلوب الحكم القائم على أساس المحاصصة التي حمت الفساد والفاسدين وسهّلت نهب المال العام وتبديد الثروات، وهو صراع على المصالح والنفوذ وتقاسم كراسي السلطة وبعيد عن هموم المواطنين وتطلعاتهم. وان ما يحري يعكس أيضا الصراع على شكل ومضمون النظام السياسي للدولة وبنائها الفيدرالي الاتحادي.

واكد الحزبان اهمية تشكيل حكومة تتبنى برنامجاً يمثل مصالح الناس ويوفر لهم العيش الكريم وذا توقيتات زمنية محددة، مع وجود معارضة سياسية وشعبية سلمية، بعيداً عن قرقعة السلاح ولغة العنف.

وجدد الحزبان رفضهما العودة مجددا الى المحاصصة تحت أي عنوان، وتأكيد انهما يعملان من اجل تحقيق مشروع للتغيير الشامل يستند الى المطالب الحقيقية للمواطنين وارادتهم الحرة.

وتداول الجانبان في قرارات المحكمة الاتحادية الأخيرة، وشددا على اهمية بقاء القضاء العراقي مستقلاً وبعيداً عن التجاذبات السياسية، واهمية الانتباه الى عنصر التوقيت في عملية حسم القضايا الدستورية بما يحول دون توظيفها لاغراض سياسية ضيقة، مع ضرورة الحرص على تطبيق مواد الدستور على نحو كامل، نصا وروحا.

وحيا المجتمعون جماهير شعبنا المنتفضة، وبينوا أهمية تنسيق الجهود بين الساحات الاحتجاجية، واستمرار دعم الحزبين لمطالب الشعب العادلة، عربا وكردا ومن مختلف الاطياف المتآخية، وحراكهم السلمي.

وناقش المكتبان السياسيان جملة من القضايا التنظيمية والاعلامية والعلاقاتية والانتخابية ذات الاهتمام المشترك، وتوصلا الى مجموعة من القرارات والتوصيات التي سيجري العمل على تنفيذها في الفترة القادمة بروح الحرص على توطيد وتمتين العلاقات النضالية والكفاحية والرفاقية بين الحزبين.

وخلص الاجتماع أيضا الى استمرار عقد اجتماعات المكتبين السياسيين، وعقد اجتماعات للجنتين المركزيتين ولجان الاختصاص وتفعيل العمل المشترك في الميادين المختلفة.

عرض مقالات: