للتو أنهى الحزب الشيوعي العراقي مؤتمره الوطني الحادي عشر الذي حقق نجاحا كبيرا فيما أنجزه من وثائق وأصدره من نداءات وقرارات، وكذلك في انتخاب قيادته الجديدة وسلاسة التجديد الحاصل فيها لجهة العدد الكبير من الكوادر الشابة التي تطوعت لتحمل المسؤولية والاستمرار في رفع راية الوطن الحر والشعب السعيد.
وهذا النجاح حظي باهتمام واسع، شعبي ورسمي، وعلى صعيد القوى والأحزاب والكتل السياسية العراقية، وكذلك العربية والإقليمية والعالمية، والمتمثل في هذا الكم الكبير من رسائل وبرقيات التحايا والتهاني.
إن هذا النجاح وما يمكن أن يترتب عليه من زيادة زخم ودور الحزب في المجتمع، والحياة السياسية، وما أعلنه الحزب عن دعمه الفاعل للحراك الاجتماعي والمطلبي ومشاركته هموم وتطلعات الشعب واستعداده التام للدفاع عنها، يبدو انه قد أغاظ البعض وجعله يفقد توازنه.
وهذا البعض يريد أن يحرق الأخضر واليابس، في عملية مقصودة لخلط الأوراق والإساءة إلى سمعة الشيوعيين ونزاهتهم والتغطية على حقيقة أن ما قيل ويقال عن ملفات الفساد لم تمس أيا من الشيوعيين، وهو ما دفع الناس إلى تسميتهم بأصحاب الأيادي البيضاء.
إن سمعة ونزاهة الشيوعيين عصية على الثلم، ولن تنال منها تصريحات متهافتة لهذا أو ذاك، والمواطنون يعرفون جيدا حقيقة أصحاب تلك التصريحات ومواقفهم قبل 2003 وبعدها.
أما بشأن تقولات جاءت مؤخرا على لسان مثال الالوسي في مقابلة له مع فضائية "زاكروس"، نقول يبدو أن المتحدث قد نسي أو تناسى حقيقة أن الحزب الشيوعي العراقي قد وقف ضد الحرب ورفع شعاره المعروف جيدا "لا للحرب.. لا للدكتاتورية" ولم يشترك في مؤتمر لندن للمعارضة، وظل يدعو ويعمل بعد 2003 لإنهاء الاحتلال الأمريكي وأن تتسلم سلطة وطنية إدارة البلاد، وأعلن موقفا واضحا وصريحا ومطالبا بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي على أراضي وطننا. ولا نريد ان ندخل في تفاصيل أخرى مفتعلة ذكرت لكن نؤكد ان الشيوعيين، حالهم حال المواطنين العراقيين، عند عملهم في مؤسسات الدولة يتقاضون رواتب منها، ولا شيئا آخر سواها، وليس من الأمريكيين أو غيرهم، كما جرى القول والادعاء.
ونضيف بأن المواطن العراقي الذي اختبر الشيوعيين وعرفهم جيدا، هو أوعى من ان تنطلي عليه عبارات "شعبوية" رنانة تقال هنا او هناك، وبشكل انتقائي مقصود وواضح، واغداق التزكيات للبعض، وقدح للآخر.
إن إثارة مثل هذه القضايا المفتعلة وغير المستندة إلى حقائق لا تهدف إلا إلى تضبيب المشهد، وتيئيس الناس، في وقت تمس الحاجة فيه إلى تكاتف جهود الوطنيين المخلصين صدقا، قولا وفعلا، وتنسيق جهدهم والسير على طريق تخليص شعبنا من وحل الأزمات الذي يغوص فيه، وإنقاذ البلد ووضعه على سكة التعافي والازدهار.
لن تثنينا مثل هذه الأراجيف عن مواصلة مسيرة حزبنا المعمدة بالتضحيات والسير مع غالبية أبناء شعبنا المكتوية بنار الأزمات لفتح فضاءات لحياة أفضل يستحقها العراقيون، وتحقيق التغيير المنشود.
لجنة الاعلام المركزي
للحزب الشيوعي العراقي
21-12-2021