التزاماً بمبدأ الديمقراطية والتجديد، الذي اقره المؤتمر الوطني الخامس للحزب الشيوعي العراقي عام 1993، وتعزيزاً للديمقراطية الحزبية، حرص الحزب منذ عقود في  مؤتمراته على طرح وثائقه الحزبية الرئيسية (البرنامج والنظام الداخلي) للنقاش العلني. فنشرها في وسائل إعلامه وقام بإيصالها ألكترونياً، لكي تناقش وتُطور وتُغنى بما ينسجم مع متطلبات ومستجدات الحياة السياسية في البلاد.

 وفي اطار التحضير لمؤتمر الحزب الحادي عشر المقبل، نطرح اليوم النظام الداخلي وبرنامج الحزب للمناقشة والحوار الواسعين، اللذين نطمح الى ان لا يقتصرا على رفاق الحزب وحدهم، بل نريد لهما أن يشملا اصدقاءه وجماهيره، وكل من يرغب غيرهم في إبداء رأيه بشأنها. وسيجري التعامل مع كل الملاحظات والمقترحات والآراء الانتقادية بمنتهى الجدية، وسيتم إخضاعها إلى دراسة معمقة للاستفادة منها، ولتعزيز دور العقل الجماعي في صياغتها وبلورتها بشكل نهائي.

ولا بد من التنويه هنا الى أن مهمة النظام الداخلي ووظيفته، تتلخصان في تنظيم حياة الحزب الداخلية وفقاً للظروف القائمة، ولعلاقة الحزب بالجماهير وبالقوى السياسية الأخرى، وأن يكون بمضمونه وشكله منسجماً مع هويته الفكرية، ومعبراً عن برنامجه السياسي والاقتصادي – الاجتماعي، وأن يوفر المقدمات الضرورية لوضعه موضع التنفيذ، عبر إجتذاب من يؤمن بأهدافه ويرغب في الاسهام في تنفيذها. فضلا عن تعميق الديمقراطية داخل الحزب، وضمان التجديد الفعلي على صعيدي الفكر والممارسة، بما فيها الأطر التنظيمية.

بيد أن تطبيق الديمقراطية والتجديد لا يعني، بأية حال من الاحوال، تحويل الحزب إلى منظمة أو مؤسسة هلامية، أو جعله بلا ضفاف. فهناك ثوابت ومبادئ يجب عدم الإخلال بها، بل يتوجب تطويرها وإبتكار آليات جديدة لتطبيقها وتحويلها إلى واقع ملموس. كما لا يعني هذا إستنساخاً لتجارب بعض الأحزاب الشيوعية أو اليسارية في أوروبا والبلدان المتطورة الأخرى، التي قطعت شوطاً كبيراً في دمقرطة مجتمعاتها والأحزاب نفسها.

واليوم وحزبنا يتوجه لعقد مؤتمره الحادي عشر، تشهد بلادنا والعالم تطورات متسارعة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، وتغيرات هائلة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وانتشارا متزايد لوسائل التواصل الاجتماعي، وتسارعا لتداول المعلومات. ويترك هذا كله بالغ التأثير ليس فقط على عملية تناقل ونشر الفكر والثقافة وتكوين الوعي وصناعة الرأي العام، وإنما يوفر ايضا إمكانات غير مسبوقة لمشاركة الفرد أو المنتسب - عضو التنظيم في رسم السياسة وصناعة القرار للكيان التنظيمي الذي ينتمي إليه. وهذا يضع اشكال التنظيم الراهنة على اختلافها، والحزبية منها بشكل خاص، أمام  تحديات وفرص تفرض عليها ان تتفحص بوعي ودقة أنظمتها الداخلية وآليات عملها. وان من الضروري الاهتمام بهذه التطورات والمستجدات في المناقشات الواسعة، التي يطلقها حزبنا بشأن مسودات الوثائق التي ستقدم إلى مؤتمره الحادي عشر، وصولا إلى صيغ وقواعد عمل تنظيمية تجمع بين الثبات على الأسس المبدئية، والمرونة والانفتاح على الجديد والتفاعل معه، لكي يأتي النظام الداخلي مرناً  قادراً على استيعاب ما هو جديد في التغيرات الاجتماعية والطبقية الحاصلة في المجتمع، وتهيء الارضية لمنظمات الحزب ورفاقه كي يلعبوا الدور الطليعي في تنفيذ برنامج الحزب وتحقيق اهدافه.

واننا لنطمح ايضا الى أن تساهم ممارستنا الديمقراطية هذه في تعميق وتوطيد الوعي لدى الجهات المعنية في الاحزاب والقوى السياسية الاخرى، بأهمية صياغة برامج وآليات عمل قادرة فعلاً على ترجمة هذه الطموحات وتجسيدها في الممارسة العملية، بعيداً عن سيادة الرأي الواحد، والأستئثار بالسلطة ومغانمها، وافراغ الدولة من وظيفتها اتجاه شعبها ووطنها، كما يحصل حالياً.

ختاما نأمل من كل الأصدقاء والمختصين والمهتمين بشأن الحزب، وأبناء الشعب عامة، ان يدلوا بآرائهم ومقترحاتهم في شأن وثيقة النظام الداخلي لحزبنا، ويرسلوها إلى جريدة "طريق الشعب" أو يسلموها إلى إحدى منظماتنا الحزبية.

 مع فائق الشكر.

اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي 

  للاطلاع على نص النظام الداخلي، اضغط على الرابط ادناه

https://www.iraqicp.com/index.php/tenth-conference-documents/24347-2019-09-07-13-58-39