اجرى المركز الإعلامي للحزب الشيوعي العراقي، لقاء خاصا مع الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب، عشية حلول الذكرى 87 لميلاد الحزب، بث مساء السبت 27 اذار الجاري على صفحة الحزب الرسمية على "فيسبوك".

وفِي بداية اللقاء تحدث الرفيق فهمي عن مغزى 31 اذار 1934 بالنسبة للشيوعيين والوطنيين العراقيين قائلا:

"نواصل النضال اليوم متحدين الصعاب بإصرار وعزيمة شيوعية. الشيوعيون ينسجون خيوط الامل دفاعا عن حقوق شعبنا وجماهيره الكادحة، شغيلة اليد والفكر، وهم بذلك أوفياء وأمناء لرسالة الحزب ولمناضليه وشهدائه. انهم، وعلى مدى 87 عاما، ضحوا وقدموا اغلى التضحيات بالروح، ودخلوا السجون والمعتقلات وتعرضوا لشتى اشكال الملاحقة والاضطهاد دفاعا عن المبادئ السامية للحزب ومثله. وفي هذه المناسبة نتوجه بالتحية والاعتزاز، ونذكر باعتزاز شهداء الحزب ونشيد بمواقفهم الملهمة، شهداء الحزب من قياداته وكوادره، فهد وسلام عادل ورفاقهما، وكذلك شهداء الانتفاضة وشهداء الحركة الوطنية  العراقية".

وفِي ختام اللقاء، قال الرفيق رائد فهمي: "اشرنا التحديات التي تواجه البلد وتواجه الشيوعيين أيضا. والشيوعيون يعول عليهم الكثير من أوساط شعبنا، كقوة وحزب ومناضلين اثبتوا كفاءتهم ونزاهتهم واصرارهم واخلاصهم للوطن. هذه العناصر قوية ومهمة لكن هي غير كافية وتفرض على الشيوعيين ان يطوروا علاقاتهم بالجماهير، ويكسبوا ثقتها. وهذا له ابعاده وعناصره ومنها جزء يتعلق بدور الشيوعيين أنفسهم واساليب عملهم، خطابهم ومشاريعهم ورؤاهم والحلول التي يقدمونها، ومدى ملامستهم لمشاكل الناس، ومشاركتهم الفعلية في الدفاع عن حقوقهم، سواء على صعيد القضايا  المطلبية، ام على صعيد الحراك المجتمعي والسياسي الجاري.

ان الشيوعيين حاضرون في كل هذه الميادين، ويتوجب عليهم ان يواصلوا تطوير دورهم ونسج شبكة التواصل مع عناصر المجتمع المختلفة، وايضا هم لديهم مسؤولية كبيرة في عملية بناء الاصطفاف الوطني الديمقراطي المدني الكبير المنشود، لأجل دفع البلاد نحو عملية التغيير وفضاءات التنمية والخروج من دوامة الازمات. وهذا يعني علاقة الشيوعيين مع القوى الأخرى. على الشيوعيين ان يؤكدوا انفتاحهم على هذه القوى. والحزب سيصدر نداء بهذا الخصوص لكل هذه القوى الخيرة، والقوى المدنية بشكل خاص، من أجل ان تجتمع على المشاريع والقضايا المشتركة، ومن أجل ان توحد عملها في هذا السبيل. وعلى الشيوعيين ايضا مسؤولية كبيرة بأن يكونوا حاملين لهذه الرؤية ومدافعين عنها.

ان الشيوعيين جزء من هذا المجتمع وهم يتبنون الرؤى والتصورات الاكثر تقدما، ازاء الكثير من القضايا الاجتماعية والثقافية، وهم حملة فكر وثقافة، فكر متقدم إزاء القضايا الاجتماعية وبشكل خاص الموقف من المرأة، وهذه قضية جوهرية بالنسبة لهم. هم يعنون أيضا بالعلاقات الاجتماعية وكيفية تطويرها لتكون حاضنة للتقدم والتطور، ومنها العلاقات المدنية المرتكزة على التشريعات والضوابط، والاطر المدنية المستندة الى الارادات الحرة للمواطنين.

نحن الشيوعيون نحترم الاديان والعبادات، نحترم كل حملة المعتقدات، ونفترض ان الاخرين يحترموننا. الجميع معني باحترام هذا التنوع الفكري والثقافي والمعتقدي للمواطنين، ونعتقد ان هذه مرتكزات أساسية نبني من خلالها هوية وطنية مركبة تعترف بحقوق كل أطياف شعبنا؛ القومية والدينية والمذهبية. كل هذه العناوين ممكن ان تحتويها هذه الهوية الوطنية.

ان العراق اليوم يعيش تحديات كبيرة جدا ومخاطر جمة. اليوم هو مخترق وسيادته غير كاملة، بناؤه ونسيجه مهددان بالتصدع لاسباب عدة. نحن مع بناء الهوية الوطنية والسيادة الوطنية بالمفهوم الذي يحترم سيادة الاخرين ويحترم حقوقنا والعلاقات المتبادلة. كل هذه الامور هي جزء من التحديات التي تواجهنا كشيوعيين.

وفي هذه المناسبة نشدد ان على الشيوعي الاعتناء بمكانته الاجتماعية. رصيدنا الاساسي هو رصيدنا الوطني، ورصيدنا النضالي والمعنوي والاخلاقي، ورصيدنا في الدفاع عن مصالح الناس، هذا هو رأسمالنا الكبير، ولا يوجد رأسمال اكبر من هذا، ودعونا نقول هذا عهد على كل شيوعي. ان الشيوعي اليوم عندما يرتكب خللا معينا، غالبا ما يمتد تأثيره لعموم الشيوعيين، اذن على كل شيوعي ان يتحمل هذه المسؤولية الكبيرة، ونتحملها جميعا لمواصلة مسيرة من استشهدوا ورووا هذه المسيرة بدمائهم وبتضحياتهم الغالية، وعلينا ان نكون أمناء لهذه التضحيات، ونضيف لها ونواصل العطاء لخير الشعب والوطن.

عرض مقالات: