بغداد – طريق الشعب

اكد سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، ومرشح تحالف "سائرون"، الرفيق رائد فهمي، ان تحالف "سائرون" ردم الهوة المزعومة بين الاسلاميين والعلمانيين، مشددا على ان "سائرون" هو تحالف جميع العراقيين بكافة انتماءاتهم وتوجهاتهم، فيما جدد تحذيره من العزوف عن المشاركة في الانتخابات، التي وجد فيها "خدمة مجانية للفاسدين" ومساهمة في اعادتهم الى السلطة.

المحاصصة المقيتة

وتطرق الرفيق فهمي، في ندوة جماهيرية، نظمتها محلية الكرخ الاولى للحزب الشيوعي العراقي، في مقهى النخلة، وسط الجامعة، مساء الاثنين (30 نيسان)، بإدارة الرفيق عبد الرزاق إبراهيم المشهداني سكرتير المحلية، الى ملفات مختلفة، بينها الانتخابات المقبلة، ومكافحة الفساد، وظاهرة البطالة، وتدهور الخدمات الاساسية، وانحدار التعليم والخدمة الصحية، وغير ذلك، متسائلا "أي مشكلة تم حلها بالشكل المطلوب من قبل الحكومات المتعاقبة منذ 2003 ولحد الآن؟، والجواب: لم تحل أي مشكلة تذكر يمكن أن تحسب لصالح الحكومات السابقة".

واكد أن "السبب الرئيس لجميع مشاكل الوطن والتي واجهها وعاشها أبناء الشعب العراقي هو نظام المحاصصة الطائفية المقيت. حيث تم تطبيق نظام المحاصصة على أساس أن كل مكون يكون له ممثل في الحكومة والبرلمان، لكن الذي حدث أن هؤلاء الممثلين مثلوا أنفسهم فقط أو أحزابهم وتناسوا الشعب العراقي"، مضيفا       "ونتيجة هذا الأسلوب في إدارة الدولة ولدت المشاكل التي يعاني منها بلدنا وشعبنا حيث تضخم الجهاز الإداري للحكومة وترهلت جميع مؤسسات الدولة وعمت البطالة المقنعة، إذن إذا أردنا تحقيق الاصلاح يجب علينا مغادرة نهج المحاصصة الطائفية. وحتى نحقق الاصلاح علينا أن نبدأ بعملية التغيير، تغيير سياسة الدولة وتغيير المنهج وليس تغيير الاشخاص فقط. علينا العمل على تثقيف وتوعية الجماهير بأن الهوية الوطنية هي أسمى هوية مع احترام جميع الهويات الفرعية".

تدوير الوجوه السابقة

وحذر الرفيق فهمي قائلا "قسم من المواطنين عازفون عن الحضور والمشاركة في الانتخابات، إن من لم يدل بصوته سوف لن يعاقب سوى نفسه، وسيعمل على إعادة نفس الوجوه السابقة لأن نسبة عدد المصوتين ليس لها تأثير على شرعية الانتخابات حتى لو شارك 5 في المئة أو 10 في المئة فالنتائج سوف تعتمد، وهو بهذا يعمل على إعادة الفاسدين إلى مراكز القرار"، مبينا "ثم أن هذا الاحباط لن يساعد في بناء بلدنا والخروج من محنته الحالية. تتردد أقاويل بين الناس أن أمريكا ودولا اقليمية تلعب دوراً حاسماً في نتيجة الانتخابات وهو أمر خاطئ ، والدليل على ذلك لو كان الأمر كذلك لماذا تصرف هذه المليارات في الحملات الانتخابية والحملات الشنعاء لتسقيط الشرفاء؟ فلو كانوا ضامنين للفوز لما عملوا على ذلك، بل هم خائفون من نتيجة الانتخابات القادمة ومن التغيير المحتمل. عندما يكون النسيج العراقي قوياً لا تستطيع أمريكا ولا غيرها من التأثير على مواقف الشعب العراقي تجاه البلد".

تحالف التنوع العراقي

وشدد ان "الدولة المدنية هي دولة المواطنة، دولة المؤسسات، واستقلال القضاء، دولة حاضنة للحريات، تعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية، الدولة المدنية توفر فرص العمل لجميع العراقيين، وتوفر السكن وتوفر المدارس وتوفر الخدمات الصحية للجميع"، مستطردا "سائرون بتشكيلته الحالية يمثل أطياف الشعب العراقي، وهو وليد الحراك الجماهيري، وليس اتفاق قيادات. وهو تحالف ضمن مشتركات واضحة بين ابناء الشعب العراقي"، ماضيا بالقول "قائمة سائرون متنوعة وتتحدث عن ذاتها وهويتها العراقية وبرنامجها المرتبط بالحراك الشعبي الجماهيري".

الهوة بين الاسلاميين والعلمانيين

وتابع الرفيق فهمي، "الكل متمسك بسائرون ونظامه الداخلي وبرنامجه. أما مستقبل هذا التحالف فسيكون على أساس إقامة دولة المؤسسات، دولة المواطنة وتحقيق العدالة الاجتماعية"، موضحا "من هو المستفيد من سائرون؟ الشيوعيون أم الصدريون؟، المستفيد هو المواطن العراقي. نحن نعمل على ردم الهوة القائلة بأن الإسلاميين لا يلتقون مع العلمانيين، أذن تحالف سائرون كسر هذه القاعدة وعقد تحالفا بين الإسلاميين المتنورين والعلمانيين".

لا انفراط عقب الانتخابات

وفي السياق، قال سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، خلال تضييفه من قبل نقابة السادة الاشراف، السبت الماضي (28 نيسان)، ان "من الامور التي ينبغي الاشارة اليها ان تحالف سائرون، هو تحالف انتخابي، مع احتفاظ كل حزب بهويته السياسية، علما ان المشتركات كبيرة، وهي اكثر من الاختلافات بكثير، يضاف الى ذلك أن برنامج التحالف يتطلب تطبيقه زمنا ليس بالقصير، ولذلك فأن التحالف لا ينفرط بعد الانتخابات"، مبينا أن "سياسة الحزب الشيوعي العراقي لا تتعارض مع حقوق وانتماءات المواطنين الدينية وان برنامج الحزب ونظامه الداخلي ينص على ذلك".

الاصلاح والتغيير

ونبه الرفيق فهمي، الى ان "اصلاح الدولة يتطلب التغيير والاصلاح وهذا يتطلب اختيار العناصر النزيهة والكفوءة والوطنية المؤمنة فعلا بالاصلاح في مجال اعادة هيكلة واصلاح الاقتصاد وانهاء الاقتصاد الريعي المعتمد اساسا على ايرادات مبيعات النفط، وذلك من خلال تفعيل كافة الجوانب الاقتصادية مثل الزراعة والصناعة والاسكان والسياحة التي تساهم في الناتج المحلي الإجمالي، الى جانب حصر السلاح بيد الدولة باعتبارها الجهة المخولة حصرا بحمل السلاح".