منذ وعد بلفور المشؤوم والحروب العدوانية والمؤامرات والدسائس والصفقات المريبة، التي تقوم بها جهات دولية وإقليمية بهدف تصفية قضية الشعب الفلسطيني، ولاقتلاعه من ارضه وإنكار حقه في إقامة دولته الوطنية وتحويله الى مجموعة من اللاجئين والمشردين، تتوالى ولا تنقطع. وفي هذا السياق وتتويجا له، جاء الاعلان الرسمي يوم أمس لاتفاق "ترامب – نتانياهو"، في ما سمي "صفقة القرن" الامريكية -الصهيونية.

ومن المؤكد ان ترامب وادارته المعادية للشعب الفلسطيني وحقوقه، وحكام إسرائيل الصهاينة ومن يتعاطى معهم في المنطقة من الانظمة العربية المتواطئة، ما كانوا ليقدموا على هذه الصفقة -المؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية وعلى محاولة فرضها، لولا حال الشلل الذي تعيشه المنطقة، والنهج التساومي لأنظمتها وإضعافها قدرات شعوبها، ولولا استمرار حال عدم التوافق بين القوى الفلسطينية وانقسامها الداخلي.

كل هذا، بجانب عدم التصدي الى خرق المحتل الاسرائيلي الصارخ لقرارات الامم المتحدة وللقانون الدولي بدعم سافر من الادارة الامريكية، حفّز اعداء الشعب الفلسطيني وحقوقه، والمنحازين أصلاً لإسرائيل والمدافعين عن جرائمها وخططها التوسعية الاستيطانية، ومصادرتها المزيد من الأراضي وتجويعها أبناء فلسطين وتهويدها القدس وإدامتها احتلال الأراضي العربية، وشجعهم على التحرك في هذا الزمن الرديء في مسعى لفرض الأمر الواقع، وما يشكله ذلك من تهديد خطير لقضية الحرية والسلام في منطقة الشرق الاوسط والعالم.

ونحن إذ نعلن إدانتنا لهذه الصفقة – المؤامرة، وندعو كل شعوب المنطقة وقواها الوطنية الى تعبئة الجهود والطاقات لوأدها ودفنها في مهدها، نجدد موقفنا الثابت في دعم الشعب الفلسطيني ونضاله البطولي ضد الاحتلال الاسرائيلي، وتأييد حقه المشروع في إقامة دولته الوطنية المستقلة على ارضه وعاصمتها القدس، وفقاً للشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة.

كل الجهود لاسقاط وعد بلفور بنسخته الجديدة

كل التضامن والدعم للشعب الفلسطيني ولحقوقه العادلة المشروعة

٢٩-١-٢٠٢٠