خرج اجتماع الكتل السياسية الذي التأم ليلة امس في بغداد ببيان لا يمكن اعتباره الا مظهر آخر للمماطلة والتسويف والمراهنة على عامل الزمن وعدم الاكتراث لدماء الشهداء، والا محاولة لإعادة تسويق المنهج الفاشل ذاته في إدارة شؤون البلد، الذي تتحمل القوى الحاكمة المتنفذة على اختلاف تكويناتها مسؤوليته. مثلما تتحمل مسؤولية القراءات الخاطئة لمجريات الاحداث وتطوراتها، وما ينجم عن هذا كله من حالة استعصاء وانسداد سياسي واجتماعي، واستمرار نزيف الدم وسقوط اعداد متزايدة من الشهداء والجرحى.

وليس غريبا ان تتهرب السلطات المعنية من تحمل المسؤولية السياسية والأخلاقية والجنائية عن ذلك، فدماء الشهداء لا يمكن ان تُنسى بتقادم الزمن، والشهداء انفسهم لم يفتدوا بها الوطن الا لكي تصبح مناراً على طريق غد آخر وضاء، بعيد عن الفاشلين والفاسدين ومنهج محاصصاتهم المقيتة، وعن كل من أوصلوا بلدنا الى ما هو عليه من حال يرثى لها.

ان على الجميع ان يدركوا جيداً الحقائق الجديدة التي افرزتها الانتفاضة، حيث لم يعد بالإمكان ترقيع الوضع بحلول جزئية مبتسرة. وان أي تأخر في ادراك هذه الحقيقة يعرض البلد الى مخاطر كارثية لا تحمد عقباها.

وان اية مراهنة على عامل الوقت، وعلى محدودية اعداد المنتفضين، وعلى الحل الأمني القمعي، انما هي إطالة غير مجدية لأمد الازمة، في الوقت الذي يتوجب فيه ان يترسخ اليقين بان المنتفضين، كما يعلنون تكرارا في بياناتهم ونشراتهم، لن يعودوا الى بيوتهم قبل تحقيق أهدافهم كاملة، وان استقالة الحكومة او اقالتها هي نقطة الشروع في ذلك.

ان الوقت يضيق، ولا مخرج الا بالاستجابة الفورية لارادة الشعب.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

19/11/2019\