أخيرا سقط عمر البشير حاكم السودان المستبد غير مأسوف عليه، تحت ضغط الحراك الشعبي المتصاعد منذ اربعة أشهر، وبعد ان تربع على كرسي السلطة ما يقرب من ثلاثين عاماً. غير ان ما حدث يوم امس في الخرطوم من تسلم قادة  الجيش للسلطة، ليس هو ما يريده شعب السودان وقواه الوطنية والتقدمية، وبضمنهم الحزب الشيوعي السوداني الشقيق  الذي لعب دوراً مشهوداً في مقارعة الحكم الدكتاتوري، بل ان المطلوب هو رحيل كامل النظام ونهجه الذي جلب المآسي والحروب والخراب للبلاد.

وقد اعلن شعب السودان بقوة، وهو الذي عانى الويلات على يد الطاغية عمر البشير، رفضه القبول بحكم عسكري، حيث دعت كافة قوى الانتفاضة المدنية وفي مقدمتها قوى اعلان الحرية والتغيير، الى استمرار التظاهر والاعتصام والاحتجاج والمطالبة بتسليم السلطة الى حكومة مدنية انتقالية تهييء مستلزمات إقامة حكم مدني ديمقراطي، يحقق الأمن والاستقرار ويطلق عملية تنمية متوازنة ويحقق العدالة الاجتماعية وسيادة القانون. وجدير ان يحظى ذلك بدعم وتضامن  جميع القوى المحبة للسلام والتقدم في منطقتنا والعالم .   

ان احترام خيارات شعب السودان وتطلعاته المشروعة وارادته الحرة، التي ما انفكت الحشود الجماهيرية تعبر عنها رغم حظر التجوال وحكم الطوارىء، يستوجب رضوخ قادة الانقلاب العسكري لها دون مماطلة او تسويف، وتسليم السلطة فوراً الى قيادة قوى الانتفاضة المدنية، ففِي ذلك حقن للدماء وضمان لانتقال سلمي سلس وناجح للسلطة.

في هذه الظروف الحرجة والصعبة التي نأمل ان يجتازها السودان وشعبه بسلام، نجدد وقوفنا الى جانب مطالب جماهيره العادلة حتى نيلها وانتصار الثورة الباسلة، ونؤكد تضامننا الثابت مع قواه الوطنية والتقدمية ومع رفاقنا في الحزب الشيوعي السوداني.

 الظفر لثورة الشعب السوداني   

 المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

 بغداد - ١٢ نيسان ٢٠١٩