نتابع  بقلوب يعتصرها الألم  وبخليط من مشاعر الحزن والغضب، الأنباء المروعة عن  غرق  العبارة اليوم في الموصل  في ذروة الاحتفالات بعيد نوروز، وعلى متنها ما يقارب المائتي شخص، جلهم من الأطفال والنساء. فآخر الاخبار يشير الى ان الضحايا من غرقى ومفقودين يعد بالعشرات..

وتكشف هذه المأساة عن الفوضى والاهمال وسوء الادارة، وغياب الإشراف والرقابة، وقلة الموارد. وتتحمل مسؤولية هذا كله الادارة المحلية والقيادات في المحافظة والسلطات الاتحادية اضافة الى جشع المستثمرين.     

لقد تحول العيد إلى مأساة والفرح إلى مأتم. وان المسؤولية المباشرة تقع من دون شك على عاتق صاحب العبارة، الذي سمح بتحميلها اكثر من طاقتها طمعا بالمال والربح الوفير. كما تتحمل الجهات  الحكومية والخاصة  المعنية بالإشراف على المدينة السياحية التي وقعت فيها الكارثة، قسطا كبيرا من المسؤولية. ومما زاد من هول الكارثة ورفع عدد الضحايا،  افتقار الشرطة  التي تولت عملية الإنقاذ إلى الآليات اللازمة. فضلا عن ان ما حدث يعكس مجمل ما تعانيه الموصل من قلة تخصيصات ومن ارتباك وفوضى في إدارة شؤونها.

ان السلطات الاتحادية والمحلية مطالبة بإلحاح، ان تسارع الى توجيه كل الموارد المادية والبشرية نحو انقاذ ومعالجة ضحايا الكارثة، وفتح التحقيق في مسببات وقوعها، وتحديد المسؤولين عنها وإحالتهم إلى القضاء. وعلى المدى الأبعد يتوجب اتخاذ كل ما يلزم لضمان سلامة المواطنين، وبضمنه  الإشراف والتدقيق، إلى جانب الآليات والاجهزة  الضرورية لمواجهة الحوادث والطوارئ. ولا شك في ان مهمة مكافحة الفساد الإداري والمالي تحظى هنا ايضا بالأولوية، لضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي. 

نتوجه باحر التعازي الى اهالي الموصل الكرام ومنهم ذوو الضحايا بشكل خاص، ونعبر عن صادق مشاعر التضامن معهم جميعا، راجين لهم الصبر والسلوان.

وللضحايا الابرياء اطيب الذكر وأعطره.

عرض مقالات: