طريق الشعب
اقترح سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، والنائب عن تحالف "سائرون"، الرفيق رائد فهمي، مسارا عمليا لتطوير عمل قوى المشروع المدني والديمقراطي في العراق، من اجل تقريبه من هموم الشعب وتجسيد تطلعاته، مؤكدا ان المشروع المدني لا يجب ان يكون "مجرد شعارات وخطابات جميلة".

المسار الحواري

وفي مداخلة قدمها، في اللقاء التشاوري للشخصيات المدنية الوطنية العراقية، الذي عقد أمس الأول السبت، في بغداد، قال الرفيق فهمي، "اعتقد ان تنسيق وتوحيد العمل بين القوى المدنية، ينبغي ان يتخذ مسارين؛ الأول: الجهد الذي يبذل حاليا في إطار تعزيز الحوار وتوسيعه، وهذا المسار الذي يمكن ان نطلق عليه (التنظيمي)، مع أهميته الكبيرة، لكنه غير كافٍ ما لم يستند الى عمل حقيقي على الأرض".

المسار السياسي

وأضاف، "اما المسار الثاني، الذي أرى ضرورة اين يكون بموازاة المسار الأول، هو المسار السياسي العملي. حيث علينا ان نوضح وجهات النظر المنطلقة من المشروع المدني ازاء التحديات الآنية التي تواجهها البلاد على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي ومشاكل الحكومة".
وتساءل سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، "ما هي وجهة نظر المدنيين في مجموعة التشريعات التي ينبغي ان تطرح في البرلمان او المطروحة الان؟ هل لدينا وجهة نظر نحن كمدنيين في الأولويات؟ إذا كانت لدينا وجهات نظر كهذه تنسجم مع المشروع المدني بمختلف تعريفاته، يجب علينا أن نطرحها في جدول اعمال (اللقاء)".

تجسيد المشروع المدني

وأشار الرفيق فهمي، الى ضرورة ان تكون للقوى المدنية، آراؤها وملاحظاتها، بشأن التشريعات من قبيل قوانين الضمان الاجتماعي والانتخابات ومجلس الخدمة الاتحادي، وكذلك وجهات نظرها حول طبيعة عمل مؤسسات الدولة المختلفة.
واكد النائب والقيادي في تحالف "سائرون"، "هذا المسار ومواقفه هو الذي يجسد المشروع المدني. لان الأخير ليس مجرد خطابات. واجبنا يقتضي تحويله الى خطوات عملية ذات تماس مباشر مع اهتمامات الناس. وبذلك سنحقق ديناميكية على الأرض، ونسرع من تشكيل البديل المدني، ورؤيته المنفتحة والعملية".

تنوع المدنيين

ونبه الرفيق فهمي، الى أهمية معرفة ان المدنيين متنوعون في العراق، قائلا "لنأخذ هذا التنوع بعين الاعتبار وننطلق منه، ونجد المشتركات ضمن مشروع مدني، والإقرار ان الدولة هي دولة الجميع. فالعراق دولة متعددة القوميات والإثنيات والطوائف هذه القضية يجب ان تبقى حاضرة في ذهننا"، مستطردا "الوطنية العراقية هي وطنية جامعة تأخذ في عين الاعتبار التنوع وليس الغاء التنوع".
ولفت الى وجوب ان "يفهم الجميع، ان الوطني متعدد، بمعني ليس ان هناك وطنيا عربيا وكرديا ومسيحيا وهكذا، هذه جميعها امور تبدو انها بديهية، ولكن في المواقف العملية ينبغي ان تترجم واقعا".
وختم سكرتير اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي العراقي، مداخلته، بالقول "هذا المشروع المدني والديمقراطي يجب ان يتحول الى ممارسة، لا مجرد مطالب وتوجهات وشعارات. بقدر ما نحن حاضرون في الحياة السياسية ولدينا مواقفنا الخاصة، علينا ان نترجم ذلك في عملنا التعبوي اللاحق".