مرت امس الاربعاء الذكرى الاولى بعد المائة لثورة اكتوبر الاشتراكية في روسيا، التي يشكل الاحتفال بها هذا العام، امتدادا واستكمالا للاحتفالات بذكراها المئوية، التي شملت قارات العالم اجمع وكانت تأكيدا جديدا لأهمية الثورة التاريخية، وسلامة منطلقاتها، وعبقرية قادتها، خصوصا لينين الذي استطاع بحسه الثوري الفذ، وروحه النضالية ان يجمع بشكل مبدع في لحظة تاريخية فارقة بين  الاستراتيج والتكتيك الصحيحين.

وشكلت ثورة أكتوبر  أهم حدث في القرن العشرين، بما أحدثته من تغييرات اقتصادية وسياسية واجتماعية لشعوب الاتحاد السوفيتي، وعلى مستوى الكرة الأرضية، وبما حققته من إنجازات لا تعد ولا تحصى لشعوب العالم المضطهدة، وللحركة اليسارية عموماً، والشيوعية بوجه خاص.

ودشنت الثورة أوّل تجربة عملية لبناء الاشتراكية، وفق الرؤية الماركسية. وقد استطاعت تحقيق  العديد من الإنجازات. ورغم ما آل إليه مصير تجربتها  التي لم تكتمل، الا انها تمثل  اليوم معينا لا ينضب للدروس والعبر للنهوض من جديد ومواصلة معركة تحرير الانسان. فالرأسمالية ليست نهاية التاريخ كما تدعي ماكنتها الفكرية والإعلامية. وقد ازدادت عدوانيتها  بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وازدادت معها الحروب، وتعمقت  مشاكل البشرية من فقر واضطهاد واستعمار مباشر لشعوب العالم. واصبح النضال اليوم  من اجل تجاوز الرأسمالية، واقامة بديل اشتراكي متلازم مع الديمقراطية، اكثر اهمية واوضح جدوى.

ويمثل الاحتفال بذكرى ثورة اكتوبر في واقعنا اليوم مسعى جاداً لتعميق الرؤية من اجل السير ببرنامج التغيير والاصلاح قدما، وتعزيز تقارب القوى الوطنية، وقوى السلام والديمقراطية والتقدم، لبناء العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد

مجدا لثورة اكتوبر في ذكراها المتجددة

والمجد والخلود لشهداء الانسانية