هلسنكي ــ يوسف ابو الفوز

في العاصمة الفنلندية، هلسنكي، انعقد الاثنين، السادس عشر من تموزالجاري، اجتماع القمة، الذي جمع رئيس الولايات المتحدة الامريكية، دونالد ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسط اجراءات أمنية مشددة، لم تألفها فنلندا من قبل.

يعتبر هذا الاجتماع رسميا، الاجتماع الاول، الذي ضم الرئيسين بشكل مستقل وليس على هامش مؤتمرات واجتماعات دولية، وفي اول ظهور صحفي لهما معا، في القصر الجمهوري في فنلندا، قبيل اجتماعهما المنفرد بدون مساعدين، اشار الرئيس الروسي الى ان التواصل مع الرئيس الامريكي كان مستمرا، سواء عبر التلفون، او على  هامش بعض اللقاءات الدولية، واكد ان اللقاء المباشر سيوفر الفرصة للحديث في الكثير من الملفات المهمة. من جانبه قال الرئيس الامريكي إنه يتوقع علاقة "استثنائية" مع فلاديمير بوتين. وابتدأ حديثه بالثناء  على روسيا في تنظيمها بطولة كأس العالم، واشار الى ان هناك الكثير من الملفات للحديث عنها في الاقتصاد والسياسة ،الترسانة النووية وايضا الصين. واكد ان العلاقات مع روسيا في السنوات الاخيرة مرت بمواقف صعبه، ولكنه متأكد ان العلاقة ستتحسن. وشمل برنامج اللقاء محادثات ثنائية بين ترامب وبوتين بدون مساعدين، كان مقررا لها ان تستمر ساعة ونصف، لكنها استمرت ساعتين وربع،  ثم تواصل الاجتماع بوجود مساعدين، ثم المؤتمر الصحفي المشترك.

في المؤتمر الصحفي، الذي طرد قبيل بدئه صحفي، كان في حوزته لافتة صغيرة ضد الاسلحة النووية، أشاد الرئيسان ترامب وبوتين بأجواء المباحثات التي وصفاها بالصريحة، ووصف الرئيس الروسي القمة بـالناجحة والمثمرة، وان اجواءها كانت بناءة وإيجابية، وأنها مثلت الخطوة الأولى في سبيل إزالة الأنقاض في العلاقات بين البلدين. وبنفس الوقت أكد أن هناك مشاكل كثيرة بين البلدين، وان توحيد جهود روسيا والولايات المتحدة سيساهم في مواجهة التحديات وهي كثيرة، واشار الى الازمات الاقليمية، استقرار الامن الدولي، الارهاب الدولي وأيضا مشاكل الاقتصاد العالمي . الرئيس الامريكي دونالد ترامب، أشار من جانبه ، الى أن العلاقات الروسية الامريكية كانت في اسوأ حالاتها قبل القمة، محملا الادارات السابقة مسؤولية ذلك، وانها ستكون بشكل اخر بعد  اربع ساعات من المفاوضات، التي قال انها شهدت حوارا مثمرا ومنفتحا لأجل ايجاد سبل للتعاون وفق القواسم المشتركة.

في المؤتمر الصحفي المشترك للرئيسين، احتلت قضية 12 روسيا اتهموا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الامريكية 2016، حيزا ليس قليلا في اجوبة الرئيسين، وبدا الرئيسان متوافقين في الرد حول هذا الموضوع . تحدث الرئيس الامريكي عن الموضوع بانفعال واعتبر القضية مثارة من قبل الديمقراطيين لانهم خسروا الانتخابات وانه فاز بحملة انتخابية متميزة، ومن جانبه نفى الرئيس بوتين أن تكون روسيا قد تدخلت في الشؤون الداخلية الأميركية، وخاصة في الانتخابات الرئاسية، وأشار الى ان تدخل افراد بصفتهم الشخصية لا يمكن تحميله لأي دولة، ووجه الدعوة الى المحقق روبرت مولر ان  يطلب من روسيا استجواب المتهمين وفق الاتفاقات الدولية بين البلدين.

ولم ينس الرئيسان تناول موضوع الشرق الاوسط ، فأشارا الى انهما عازمان على ايجاد حلول دبلوماسية سياسية لإحلال السلام في المنطقة . وقال الرئيس بوتين انه فيما يتعلق بسوريا، فإن مهمة إحلال السلام والوفاق هناك قد تكون أول فرصة لإبراز نموذج للعمل المشترك، واكد على ضرورة تنشيط الجهود لتقديم المساعدات الانسانية، واعتبر ان عودة الكثير من النازحين الى مناطقهم  سيخفف الضغط على اوربا . ومن جانبه قال الرئيس ترامب ان البلدين يريدان مساعدة الشعب السوري، وشدد على أهمية الضغط على إيران، من جانبه قال الرئيس بوتين إنه يدرك معارضة الولايات المتحدة للاتفاق النووي الدولي المبرم مع إيران والذي تؤيده روسيا وبين ان الاجتماع تناول ضرورة الحفاط على امن اسرائيل، وبادر الرئيس الامريكي الى القول بان الجانبين يودان  توفير الأمن لإسرائيل.

يذكر ان اجتماع القمة، استقبل في الشارع الفنلندي بتظاهرات حاشدة قبل واثناء وبعد عقد الاجتماع، ساهم فيها مختلف منظمات المجتمع المدني، التي تنادي بحماية وضمان حقوق الانسان، حرية التعبير، الديمقراطية  وحرية الصحافة .