نبيل الربيعي, محمد علي محيي الدين
استضافت محلية بابل للحزب الشيوعي العراقي يوم السبت 30/6/2018 المفكر الماركسي اللبناني (كريم مروة) للحديث عن (المنطقة العربية بين الواقع والتحديات) أدار الجلسة الكاتب نبيل الربيعي.

كريم مروة من مواليد جبل عامل في لبنان عام (1930م) ويعد من ابرز مفكري الحزب الشيوعي اللبناني. له تأريخ نضالي في بغداد اثناء دراسته، حيث ساهم في وثبة كانون 1948 ضد معاهدة بورتسموث, وانتسب الى الحزب الشيوعي العراقي في العام نفسه, ويتذكر مروة نضاله في الحزب الشيوعي العراقي قائلاً: (شكلت في الاعدادية المركزية في بغداد اول خلية تنظيمية, وكنا ندير اجتماعاتنا في دار السياسي كامل الجادرجي, من خلال انتماء ابنه باسل الى الحزب, وبقي هذا السر حتى عام 2017, عندما كشفته لنصير الجادرجي ومن خلال مقال لي, كما كانت لي علاقات تنظيمية مع الدكتور محمد عبد اللطيف مطلب),
وفي محاضرته سلط الضوء على الصراع الفلسطيني الاسرائيلي, وكان له رأي في ذلك قائلاً (تتحمل الجيوش العربية عام 1948 ما حدث في فلسطين في ذلك الوقت), كما كان من المؤيدين لقرار الأمم المتحدة حول تقسيم فلسطين إلى دولتين ولو قبلت الانظمة العربية ذلك القرار لما وصلت القضية الفلسطينية الى ما وصلت اليه اليوم.
وركز على واقع التحديات التي تمر بها المنطقة العربية قائلاً (انني أرى أن مفتاح التغيير في المنطقة العربية هو العراق), مستنداً الى موقع العراق الجغرافي والتاريخي القديم, وهو من المتابعين الجيدين لما جرى ويجري في المنطقة العربية, وكان صريحاً في طرح رأيه المؤيد لتحالف الحزب الشيوعي الأخير مع "سائرون", وهو يردد كلمته ونصيحته لقادة الحزب الشيوعي قائلاُ (كنت في لقاء مع قيادة الحزب الشيوعي العراقي وقلت لهم فكروا جدياً وبمسؤولية وبواقعية, لإخراج العراق بالكامل إلى الخلاص, فتشوا بمحاولات جدية للخروج التدريجي الذي يتصف بالحكمة, فتشوا عن القوى التي تساهم في إخراج العراق تدريجياً مما هو فيه, والحكمة مع الحذر هو الاتفاق الذي جرى مؤخرا مع تحالف سائرون).
كانت اطروحة المفكر مروة مقاربة لطروحات الحزب الشيوعي العراقي حول تحالفه الأخير مع سائرون, ويضرب مروة مثلاً ماركسياً مذكراَ برسالة ماركس التي ارسلها إلى الحزب الشيوعي الألماني " ( التقدم إلى الأمام يستند إلى قراءة الواقع), إن السياسة تحمل جزءاً من المخاطر ولا سيما إذا كانت الوقائع صعبة كما هو في العراق, وقيادة الحزب تدرس بعناية جيدة الواقع العراقي بانه إذا استمر الوضع كما هو عليه فقد تقع حرب أهلية", ويؤكد مروة حول واقع العراق الحالي قائلاً "لابد من تسوية مدروسة مع القوى المرتبطة بالإسلام السياسي, فقراءة التاريخ قابلة للنقد", اما حول واقع سوريا ومصر وليبيا واليمن وما مرت به من حروب وثورات وكوارث عسكرية, فيعقب مروة قائلاً "من أخطار الثورة تسلم الإسلام السياسي في مصر وكذلك ليبيا السلطة وهذه مأساة", لكن مروة يؤكد على "دور الثورة وقيادة الجماهير لها لغرض التغيير" .
بعد ذلك نظمت له المحلية زيارة لآثار بابل حيث اطلع على المعالم الاثرية في مدينة بابل الاثرية وقال "كان لي حلم أن تتحقق زيارتي آثار بابل وقد تحقق هذا الحلم بزيارتي هذه".
اما عن محبته العراق فقد قال: "أنا عراقي الهوى, والعراق وطني الثاني".