جاء التصريح الخطر الصادر عن وزير التجارة الأميركي في إدارة ترامب، هوارد لوتينك، حول الرسوم الجمركية التي تفرضها الكويت على الولايات المتحدة الأميركية، ليمثّل ابتزازاً أميركياً رخيصاً ومرفوضاً موجّهاً ضد الكويت، وذلك في محاولة مكشوفة للضغط على بلادنا بهدف التأثير على التوجهات الاستقلالية النسبية في السياسة الخارجية الكويتية، وفي الغالب فإنّ هذا الضغط موجّه ضد الموقف الكويتي الثابت الرافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وكذلك للتأثير على التعاقدات الكويتية مع جمهورية الصين الشعبية في بعض المجالات، وخصوصاً أن الوزير الأميركي المعين من ترامب معروف بمواقفه العدائية تجاه الصين.
ونحن في الوقت الذي نرفض فيه هذا الابتزاز الأميركي، فإننا نؤكد على أنّ من المصلحة الوطنية الكويتية تستوجب أن تتم إعادة النظر جذرياً في السياسة القائمة على ما يسمى الضمانات الغربية لأمن الكويت واستقلالها، بعد أن فَقَدَت الضمانات الغربية صدقيتها، مثلما حدث في أوكرانيا وأفغانستان وغيرها، ما يتطلب الاعتماد بالأساس على الجبهة الداخلية المتماسكة المستندة على المشاركة الشعبية، وتعزيز القدرات الدفاعية الوطنية، والتمسك بالموقف الوطني والقومي والإنساني الثابت للكويت وشعبها برفض التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، والتركيز على العلاقات الإقليمية والدولية المتوازنة في ظل ما بدأ يتشكّل من نظام عالمي جديد متعدد القطبية.
٢١ مارس ٢٠٢٥