رويداً رويداً تشارف الحرب العبثية الكارثية نهاية شهرها الثاني، ولا زال استمرارها الوحشي يحصد حياة العشرات من أبناء شعبنا. ولا زال دوي الدانات والقنابل وأزيز الرصاص وقنابل الطائرات تروّع وترهب ما تبقى من سكان العاصمة ويتواصل السلوك الإجرامي لقوّات الدعم السريع في طرد السكان ومصادرة ممتلكاتهم واحتلال منازلهم وممارسة التهديد والاغتصاب والنهب.
الشعب الأعزل يدفع ثمن الحرب والشعب هو الأقدر لوقف الحرب، وفي وجهة الممارسات الوحشية من قبل الطرفين وفشل المجتمع الدولي والإقليمي وحتى مباحثات جدة لدفع الطرفين للالتزام بالهدن أو حتى وقف إطلاق النار، تتحول الأنظار إلى الداخل إلى موقف القوى المناهضة للحرب بفرقها المختلفة ومبادراتها والتي لم تتبلور بعد.
في مثل هذا الوقت العصيب يجب العمل والنشاط لتوحيد الصفوف ومضاعفة النضال والجهود للسير في طريق التعبئة والتنظيم لمقاومة وهزيمة مخططات دعاة الحرب والوصول إلى رؤية تساعد في دفع الجماهير حول وقف الحرب الكارثية. هذا يستعدي
إيجاد تصور مشترك وموقف جاد من كل القوى المعادية للحرب، الهدف هو إيقاف الحرب واستدامة السلام. إن الوصول إلى هذه الأهداف التي تأتي في صلب جميع المبادرات تتطلب بداية الحوار الجاد بين مختلف التنظيمات من لجان المقاومة والنقابات ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب والقوى الوطنية والديمقراطية أي قوى ثورة ديسمبر العظيمة. المطلوب هو المثابرة على الحوار بقصد الوصول إلى البرنامج الواحد والأرضية المشتركة التي تمثل تطلعات القواعد الجماهيرية ومنظماتها القاعدية للعودة إلى الحياة الطبيعية. هذا الهدف يتطلب جرأة من قوى الحادبين على الثورة لإنقاذ البلاد من براثن الحرب وتقديم البديل المدني الديمقراطي الذي يضع حداً لتكرار التجارب المريرة من تدخل العسكر والفلول في حكم البلاد.
شعار مدنية السلطة ومواثيق قوى الثورة هي أساس الحوار الذي ندعو له. مهمة الطلائع أن تضع وتصنع المنبر لبدأ الحوار والخطوط العريضة لكيفية إيقاف الحرب واستمرار الثورة.
* صحيفة الميدان الخميس 8 حزيران 2023