بغداد ـ طريق الشعب

انطلق يوم أمس المؤتمر الأول لـ»قوى التغيير الديمقراطيّة» التي ينضوي فيها عدد من الأحزاب والحركاتِ والتجمعاتِ المدنيةِ الديمقراطيةِ الساعية لايجاد بديل حقيقي لقوى الفسادِ والسلاح.

وافتتح المؤتمر بكلمة ترحيبية ألقاها القيادي في قوى التغيير الديمقراطية محمد الشيخ أكد فيها أن القوى المتطلعةُ إلى التغييرِ في العراق «تسعى إلى فضّاءٍ مدنيٍّ جامعٍ لكلِّ القوى والتجمعاتِ والشخصياتِ، ذاتَ العناوين والمضامين المدنيّةِ الساعيةِ إلى التغيير».

وقال إنها «مظلةٌ سياسية، تضم عدداً من الأحزاب والحركاتِ والتجمعاتِ المدنيةِ الديمقراطيةِ، فيها العريقُ والناشئ والشبابيّ، لتنتجَ منه بديلاً حقيقياً لقوى الفسادِ والسلاح، معبراً عن كلّ فئاتِ المجتمعِ وتنوّع الأمة العراقيّة».

واضاف ان المؤتمر هو حصيلة «لقاءاتٍ كثيرةٍ وحواراتٍ مستمرّة وعلاقاتٍ تاريخيّة في مختلف الميادين الوطنيّة في السياسية والإحتجاج وما بينهما من مساحة»، موضحا أنه «بعد كلّ ذلك وِلدتْ قوى التغيير في الثاني من آب عام ٢٠٢٢، رافعةً شعار (التغيير الشامل نحو دولةِ المواطنة الديمقراطيةِ والعدالةِ الاجتماعية) ومعلنةً معارضتَها لمنظومةِ المحاصصةِ والفسادِ والسلاحِ المنفلت».

وأكدت الكلمة أن قوى التغيير تسعى «إلى إعادةِ بناءِ أسسِ قواعدَ العملِ الديمقراطي السياسي»، مشيرا الى انه «خلال الشهرين الماضيين مارست القوى عدّة نشاطاتٍ ونفذّت بعض الفعاليات، لعلّ أبرزها وقفة الفردوس واجتماع الناصرية».

وبيّن الشيخ ان «الأحزاب والحركات المنضوية في (قوى التغيير الديمقراطية) تعمل من خلال لجان عمل مشتركة، لوضعِ أسسٍ رصينةٍ لمشروعٍ كبير، يمثل بديلا وطنيا لإدارة الدولة العراقية، ليحققَ الاستقرار والازدهار»، مؤكدا انها «تركزُ على ضرورة تصاعد الضغط السياسي والشعبي، من أجل وضع مسار وطني يفضي إلى التغيير الشامل».

واكدت الكلمة على ان صراع قوى التغيير الديمقراطية مع منظومةِ المحاصصةِ والفسادِ والسلاحِ المنفلتِ سوف يستمرُ، حتى يأتي اليومُ الذي تتحققُ فيه دولةُ المواطنةِ الديمقراطية والعدالةِ الاجتماعية».

وذكر أن قوى التغيير الديمقراطية «ترى أنّ الأزمةَ بنيويّةٌ في هذا النظام، وما حصل مؤخراً من مأزقٍ سياسيّ دليلٌ على ذلك، لذا فأنّها مؤمنةٌ بأنّ تعديلَ هذا النظام وتصحيحَ مسارِه يستلزمُ وجودَ جهاتٍ تمثلُ نبضَ الشارعِ وتطلعاتهِ، كون القوى السياسية التقليدية منفصلةً عن المجتمعِ، ولا تدركُ التحولاتِ العميقة فيه!».

وزاد بالقول ان قوى التغيير «تدركُ أنّ العملَ السياسي ليس ترفاً، إنّما الضرورةُ اقتضتْ على نخبةٍ معينةٍ التصدي لذلك، وخيرُ مثالٍ على ذلك الزملاء في القوى الناشئة، فبعد عقدٍ من الاحتجاج صُبغت الشوارعُ والساحاتُ بدماءِ أخوتنا، ولم تعِ قوى السلطة غير العنفِ في مواجهةِ المطالبةِ بالحقوق والدفاعِ عن الحريات».

وخلص الشيخ الى أنّ «ما نطرحُه اليوم هو إنّنا عازمون على إحداثِ التغييرِ لاسترجاعِ هيبةَ العراقِ وكرامتِه واحداثِ التغيير المنشود في النظام السياسي، وفتحِ الحوارات مع كل القوى الديمقراطيّة الوطنية المتبنية لهذا النهج، من أجل اتساع جبهة التغيير التي ستعادلُ الكفّةَ وتقوّمُ المسار».