كانت مبادرات سكان العاصمة القومية في أيام 16/17/31 يناير بالاحتجاج على سياسات النظام الاقتصادية خطوة مهمة ومتقدمة لعملية التراكم الثوري للإطاحة بنظام الانقاذ الفاشي. ورغم القوة المفرطة التي استعملتها قوات الأمن ضد المظاهرات السلمية إلا أن الجماهير وببطولة فائقة وقفت نداً للقوات المدججة بالسلاح والقنابل المسيلة للدموع والهراوات الكهربائية . وأقدم النظام الزائف على اعتقال المئات حتى قبل المظاهرات ولا زالت الاعتقالات مستمرة في صفوف قيادات المعارضة بقصد شل النضال المعارض والنشاط الجماهيري المتصاعد.

أثبتت مبادرات العاصمة القومية اهمية التخطيط وبناء التحالفات القاعدية والاعتماد على النفس الطويل والسلمي في مواجهة أعداء الشعب. ومثلت بذلك نقلة كبيرة في نضال شعبنا الجماهيري ضد النظام كما كانت لتلك المظاهرات الصدى الواسع في جميع  مدن وقرى البلاد وفي أغلب عواصم العالم.

وفرضت حركة الجماهير حتى على أصدقاء ومؤيدي النظام في الداخل والخارج إدانة واستنكار اللجوء للقوة المفرطة والاعتقالات ومصادرة الصحف كما أضاف تضامن الأحزاب الشيوعية والعمالية زخماً مفيداً لتطوير نضال شعبنا.

ومن هنا تبدأ الحركة الجماهيرية في الدخول إلى فترة متقدمة من نضالها لاقتلاع النظام عبر وحدة عملها وحماية مواكبها الهادرة.

 وللاستمرار في هذا الاتجاه يبقى أمام الحركة الجماهيرية في مدن العاصمة وأحيائها وبقية مدن السودان الاستمرار في عملية الحراك الجماهيري واحتلال الشوارع والميادين والأزقة عبر التنسيق فيما بينها خاصة على المستوى القاعدي. وتكريب وحدة العمل المشترك القيادي و القاعدي وذلك للارتقاء بالكفاح الجماهيري الموحد على مستوى المدن والاحياء بالاعتماد على حركات المهنيين والعمال والزراع والشباب والطلاب والنساء . وذلك ليس فقط بالعاصمة ولكن في كل مدن السودان ممهدين الطريق لبناء المركز الموحد للمعارضة.

بجانب ذلك يصبح النضال من أجل سلامة وأمن المعتقلين في العاصمة والأقاليم مهمة أساسية أمام أسر المعتقلين وأصدقائهم والمحامين الوطنيين والأطباء وفروع الحزب ولجان المقاومة الشعبية القاعدية وتحتل هذه القضية أهمية كبرى أمام جماهير شعبنا في زالنجي وشالا لضمان أمن وسلامة المعتقلين والمطالبة بإطلاق سراحهم.

وهكذا خطوة خطوة نسير في طريق الثورة والتغيير الجذري.

الاحد 4 شباط/فبراير 2018